الفناء الصوفي والنيرفانا البوذية
2.500 KD
إذا وقفنا قليلاً مع هذه المسألة نجد جدلية التأثر والتأثير لا ينتهي بحثها وخاصة في الدارسات الاستشراقية، فقد ذهب مجموعة من المستشرقين إلى أن التصوف في بدايته نشأ مسيحياً، وهذا خطأ لأن التصوف نشأ من رحم الإسلام ونصوص القرآن التي تدعو إلى الذكر والفكر.
وكما ذهب البيروني إلى هذه النظريات وادعى بأن التصوف يتشابه كثيراً مع المذاهب الهندية والمسيحية وجاء بنماذج لا يصح شيء منها.
يرى البيروني أن الكلام في الفناء عند الصوفية أداهم للقول بالحلول والاتحاد ونحن نجزم بأن الحلول والاتحاد لا يمكن أن ينطق بهما أحد من علماء الصوفية إذ التصوف في أصله يدعو إلى العبودية والحلول والاتحاد يدعوان إلى الربوبية.
فالبوذية إن كانت تقول بالنيرفانا وتعني بلوغ النفس الكمال الأسمى والسعادة القصوى وانطلاقها من أسر المادة. وذلك كما جاء في كتاب الموسوعة الميسرة من الجزء الثاني. وبالتالي لا بد من التأكيد على أننا لا يمكن أن ننكر التأثر والاشتراك حتى بين الأديان، كما قال تعالى عن تأريخ الصيام: (كما كتب على الذين من قبلكم).
لكن هذا يمنعنا أن نجزم بأن التصوف الإسلامي له مصدره الخاص كما أنه أصيل في الحياة الإسلامية منذ الصدر الأول للإسلام
الفناء الصوفي والنيرفانا البوذية
تأليف: بن شاعة مختار الإدريسي
دار نينوى
Out of stock
دار النشر |
دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع |
---|
Related products
أنت العالم
- ثمة عنف متجذر داخل الكائن البشري، ولكن هل يمكن تحويله وتغييره بحيث يعيش هذا الكائن في سلام؟ هذا الإنسان العنيف أتى على الكثير من البيئة التي تعيش فيها، لكأنه يرى أن الحرب طريقة حياة مناسبة، قد يوجد بعض المسالمين هنا وهناك ولكن محبي الحروب موجودين، بل ولديهم حروبهم المفضلة أيضاً!. إذا لم يكن ممكناً تحقيق التغيير النفسي الداخلي والأساسي من خلال فهم الدوافع فكيف يمكن فعل هذا؟ يمكن للشخص أن يكتشف بسهولة سبب غضبه، ولكن ها لن يجعل غضبه يختفي، ويمكن لنا أن تعرف الأسباب التي أدت إلى الحرب، فقد تكون إقتصادية أو وطنية أو دينية أو ربما يكون السبب كبرياء السياسيين أو عقائدهم وإلتزاماتهم وإلى ما هنالك، ولكننا نستمر في قتل بعضنا، بإسم الله، أو بإسم عقيدة ما أو بلد ما أو.. لقد خيضت خمسة عشر ألف حرب على مدى خمسة آلاف عام ولكننا لم نصل إلى الحب والرحمة بعد!... البشرية كلها قائمة في كل منا، في وعينا، وفي هذا الجانب الخفي منا: لاوعينا، كل منا هو محصلة لآلاف من السنين التي مضت، وضمننا يوجد التاريخ بأكمله، لذلك تعتبر معرفة الذات أمراً بالغ الأهمية، إننا نتعرف على ذاتنا الآن عن طريق الآخرين. ولكن إذا أردنا أن نعرف أنفسنا فلا يمكننا ذلك من خلال أعين الإختصاصيين، بل علينا أن ننظر مباشرة إلى أنفسنا.
Reviews
There are no reviews yet.