داغستان بلدي
5.500 دك
إن كتاباً عن أرض الوطن لهو أكثر الكتب مسؤولية. لكني فكرت فيه كثيراً، وأعرف الآن جيداً كيف يجب أن يكون. ولقد قررت أن أسجل أفكاري حول هذا الكتاب – الكتاب الرئيسي في حياتي.
إنها ليست القفطان، بل القماش الذي يصنع منه، إنها ليست السجادة إنما الخيوط المعدّة للسجاد. إنها ليست الأغنية بل خفقان القلب الذي تولد منه الأغنية.
ومادام الوطن على هذه الدرجة من الهيبة وفي هذه الذروة من الحب، فكيف نشأ هذا الشعور؟
موضوع كتابي هو: الوطن، ليس عليّ أن أبحث وأختاره، لسنا نحن الذين نختار وطننا، بل الوطن هو الذي اختارنا منذ البداية، لا يمكن أن يكون هناك نسر بدون سماء، وتيس جبلي بدون صخرة، وفقاقيع بدون نهر سريع رقراق، وطائرة بدون مطار. كذلك لا يمكن أن يكون كاتب بدون وطن.
النسر الذي يروح ويجيء في كسل بين الدجاجات في الحوش ليس بنسر، والتيس البري الذي يرعى مع الماشية ليس بتيس برّي، والفقاقيع التي تسبح في أحواض تربية الأسماك ليست بفقاقيع، والطائرة التي تعرض في المعرض ليست بطائرة.
وكذلك بالضبط لا يمكن أن يكون شحرور بدون أغنية شحرور.
حيثما كنت، وإلى أي جمال على هذه الأرض نظرت، أقارن ما أرى بهذه اللوحة الصغيرة من طفولتي، اللوحة المؤطرة بنافذة بيتنا، فتبهت كل جمالات العالم، ولو لم تكن لي – لسبب ما – قريتي وضواحيها، واو لم تكن تعيش في ذاكرتي، لكان العالم كله لي صدراً، لكن دون قلب، وفماً دون لسان، وعينين لكن دون إنسانين، وعشاً ولكن دون طير.
دار نينوى
متوفر في المخزون
دار النشر
|
دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع |
|---|
منتجات ذات صلة
أكتب لكم من طهران
الشاعر
الفضيلة
تيل
ذاكرة النار : سفر التكوين
في الجزء الأول من ذاكرة النار، يبدأ إدواردو غاليانو سفره في التاريخ الجمعي والفردي لأميركا اللاتينية ليعود منه في جنس أدبي جديد يتجاوز الأجناس كلها فيما يحتويها في آن واحد معاً. في هذا الكتاب الضخم المؤلف من ثلاثة أجزاء هي ”سفر التكوين“، و“الوجوه والأقنعة“ و ”قرن الريح“، يحاول إدواردو غاليانو أن ينقذ الذاكرة المخطوفة لكل أميركا، وبصورة خاصة لأميركا اللاتينية “الأرض المحتقرة والمحبوبة” التي يتحدث معها في نصوصه، ويشاطرها أسرارها، ويسألها من أي صلصال شاقٍّ وُلدت، ومن أية ممارسات جنسية واغتصابات جاءت. يسمي غاليانو كتابه صوت الأصوات، الأصوات المهمشة، التي ينفخ فيها الكاتب الحياة في كتاب ليس مقتطفات أدبية ولا رواية ولا ملحمة شعرية أو مقالة أو شهادة أو تاريخاً، بل كتاب ينتهك الحدود التي وضعها بين الأجناس الأدبية من يسميهم ب”ضباط جمارك الأدب”. يستند كل نص في هذا الكتاب إلى أساس توثيقي دقيق، لكنه يحلق بجناحي لغة أدبية رفيعة، ميّزتْ غاليانو كأحد أهم كتاب أميركا اللاتينية المعاصرين
ذاكرة النار : سفر التكوين ج1
إدوارد غاليانو
دار خطوط وظلال

المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.