كتابة خلف الخطوط : يوميات الحرب على غزة
5.500 دك
قد تبدو كتابة اليوميات ترفًا فكريًا لا يعدو كونه ممارسة شخصية بحتة، رغم انتشارها؛ بل وحرص البعض على تقصي يوميات الكاتب أكثر من نتاجه الأدبي، أو الفني بشتى صوره ومسمياته. أعزو ذلك إلى القرب الذي تمنحنا إيّاه اليوميّات، كأنّها تزيل ستار الشبّاك الذي كان يحجب إنسانيّة الكاتب وسلوكه المنزليّ، ناهيك عن روتين يومه وأفكاره الأولى. ولا تؤثّر المعرفة بنشرها من عدم معرفته ــ كثيرًا ــ على مضمونها وسبكها؛ لأنّه سيعود إلى إطارها المسمّى: يوميّات، ليلتقي بالواقع الكاشف عن ماهيّتها.
في “يوميّات الحرب على غزّة”، وهو العنوان الفرعيّ بعد: “كتابة خلف الخطوط”، ورغم المواجهة مع الحرب عبر الصوت والصورة، وما تناقله وما زال ينقله الإعلام وفيًّا وعلى عهده، إلا أنّ فعل الكتابة يحيل إلى مواجهةٍ أعنف تنقش في أعتى الجدران صلابةً أثرها، ولا تسمح إلا بخلودها، كما قدّم الدكتور عاطف أبو سيف: “إنّ ممارسة الكتابة وقت الخطر هي جزءٌ من القتال من أجل الحياة، والنضال من أجل عدم الفناء. بذلك، فالكتابة ليست ترفًا ولا هي هواية، بل وسيلة قتال وتعبير آخر من تعابير المواجهة”. نُشرت اليوميّات عبر وزارة الثقافة الفلسطينيّة في ثلاثة أجزاء، وضمّت عددًا من الكتّاب والفنّانين في غزّة. ربّما لو لم تكن الحرب جمعت أقلامهم لتخطّ بحال الألم والخوف والبرد والجوع والعتمة… بحثًا وأملًا في ثنائيّة مضادّة لهذا الحال؛ لكنّا قرأنا عن يوميّات لا تقلّ دهشتها، إلا أنّ موضوعها بالتأكيد سيغدو الأمان والحلم والفرح الذي يليق أكثر بالغزّيين.
تضعك اليوميّات أمام اختبار التحمّل والصبر، وتحكي عن ذكريات بيتٍ غدا تحت القصف رمادًا! بيتٌ للجميع، لم تخلُ تجارب الكتّاب من ذكره، حتى أفردت بيسان نتيل رسالة تعزية لكلّ تفاصيله المتروكة تحت الركام تقول فيها: “سلامٌ لنخلة البيت الواقفة على الباب، أما زلت قادرة على الوقوف؟… لأصيص النعنع على شبّاك غرفتي، ولكلّ البيت سلام… أيّها البيت العزيز، يعزّ علينا أن تموت وحيدًا، يعزّ علينا أن تتركنا وحيدين، يوجعنا أنّنا عرفنا بعد انسحاب جيش الاحتلال أنّك قد متّ. كم ليلة كنت وحدك تبكي! كم ليلة كان صدى صوتنا في داخلك كالترانيم! وماذا فعلت قبل سقوطك الأخير؟”.
وتحكي اليوميّات عن الشارع “أنا والشارع نكره بعضنا… سوف نبحث عن مأوى، وأيّ مأوى هذا؟ إنّها الخيمة”، يبحث سائد حامد أبو عطيّة عن خيمة وعن صراخٍ يستحضر روح طفلتيه “ميرا” و”تالا”، اللتين فقدهما في الحرب. أمّا أكرم الصوراني فيصف “الحرب اليوميّة التي يخوضها الناس مع وحش الجوع، مع غول الخيمة، مع قذارة الحطب، مع الماء غير الصالح للشرب، مع المرض، ومع العلاج، ومع الفشل في تدبير كثير من أمورهم المعيشيّة تكاد تكون أقسى بكثير من شكل الحرب التقليديّ” ويكرّر سبعًا بعدد المثاني: “من الحرب فصاعدًا بات كلّ شيء أكثر سخافة!!”.
متوفر في المخزون
![]() |
دار الشامل |
---|
منتجات ذات صلة
أسرار أسمهان : المرأة، الحرب، الغناء
الدحيح : ماوراء الكواليس
ببراعته وأسلوبه الساخر القادر على أن «يُشعبن» العلوم، استطاع «الدحيح» أن يكون واحدًا من أهم الأشخاص المؤثرين في الوطن العربي. حلقات البرنامج الذي أطلقه عام 2014 على منصة «يوتيوب» سجلت أكثر من مليار مشاهدة على مستوى العالم.
في سنوات قليلة أصبح أحدَ أكثر صُناع المحتوى العربي مُتابعةً، تم اختيارہ ضمن قائمة «روّاد الشباب العربي» التي تحتفي بإنجازات الشباب العربي ممن حققوا إنجازات إيجابية ومؤثرة في مجتمعاتهم. وأُدرِج ضمن قائمة الأشخاص الأكثر تأثيرًا في العالم العربي لعام 2018، واختير في القائمة القصيرة لجائزة IBC العالمية عام 2019 لأكثر الشباب المؤثرين في الإعلام.
لم يعد أحمد الغندور مجرد طالب علوم تخرج في الجامعة الأمريكية يقوم بـ«روشنة» النظريات العلمية، وإنما أصبح ظاهرة تستحق الدراسة والبحث في أسباب نجاحها.
كيف بدأ الدحيح؟ وكيف استطاع شاب في العشرين من عمرہ أن يفتح نافذة على العالم من داخل غرفته الصغيرة ليتحول خلال 7 سنوات من برنامج على اليوتيوب، إلى أحد أوجه قوة مصر الناعمة؟
في هذا الكتاب يكشف طاهر المُعتز بالله - باعتبارہ من أوائل مَن كتبوا حلقات برنامج «الدحيح»- ما وراء الكواليس لواحدة من أشهر قصص النجاح المصرية المعاصرة وأكثرها إلهامًا.
ولذلك، مثلما قال الراحل إبراهيم نصر: ما تيجوا نشوف؟
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.