ضحك النساء : قصة سلطة
5.500 دك
لقد ميزت الطبيعة الضحك من الجمال. تشنج، وفوضى، وزلزال خفيف يعتري معالم الوجه. إن الضحك يشوه تقاطيع الوجه، ويهز أركان الجسد، ويسلب إسار المهابة، وينزع رداء الوقار. وبوصفه سلوكا شائنا، هو ينبجس من أعماقنا. كان الإغريق يطلقون عليه اسم «الرجـراج». من أرسطو إلى برغسون، مرورًا بأطباء النهضة وفلاسفة الأنوار، قيل لنا إننا نضحك من «القبيح، والمسيخ المليخ، ومن الشائن غير اللائق»، أو أيضاً، حسب هوبز، من «الرؤية غير المتوقعة لتفوقنا وعلو كعبنا على الأغيار».
يناقض الضحك صورة المرأة المحتشمة والعفيفة طاهرة الذيل. والناس حين يضحكون يأخذ ضحكهم طابعا رسميا: إذا كان ضحك الرجل قد نظر إليه على أنه لحظة من لحظات سلواه وترفيهه، أو بلسم لكابته وأساه، فالمرأة التي تضحك تخاطر بأن يصمها المجتمع بأنها صفيقة قليلة الحياء أو فاجرة لا مبالية، أو هستيرية حمقاء، أو بأن تنتزع منها فتنتها وسحرها، وتُصنف گفتی خائب. القهقهة، الكركرة، الصراخ، الهياج أو الهذيان، إن لغة الضحك من أول أمرها مجنسنة جزئياً وبذيئة وفاحشة. ظل ضحك النساء، لقرون خلت، تحت عين المراقبة، وكان لا يتساهل معه إلا بشرط الاختباء وراء مروحة يدوية.
عدد الصفحات: ٤٤٤
اسم المؤلف : سابين مليكور بونيه
اسم المترجم : جلال العاطي ربي
دار النشر : منشورات جدل
غير متوفر في المخزون
![]() |
سابين مليكور بونيه |
---|---|
![]() |
جلال العاطي ربي |
![]() |
منشورات جدل |
منتجات ذات صلة
البرجماتيون في القرن الأول الهجري : خارج إطار التقديس
التدين العقلاني
التصوف الشرقي والفيزياء الحديثة
- عدد الصفحات : 350
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.