أسفار مدينة الطين : سفر العنفوز (الجزء الثالث)
5.000 دك
خرج من البحر مُبتل الدِّشْداشَة حافي القدمين، وأقبل على الرِّجال الخارجين من مسجد «السَّاير». هزَّهم مرآه بوجهه الشَّائه وعينيه الزُّجاجيتين الكبيرتين، وتهيَّب الشَّبابُ ولاذ الأطفال وراء ظهور رجالٍ قبضوا على كبريائهم ووقارهم وتماسكوا أمام غرابة شكله. تحرَّج واحدهم من إبداء خوفٍ أمام الآخر. قال الغريب لاهثًا إنه جاء يسأل عن أبيه. فسأله أحد الرجال بصوتٍ مرتجفٍ من أنت؟ فأجاب الغريب على ما اعتاد طيلة حياته في جزيرة أمسِه:
«أنا غايب بُوُدَرْياهْ».
وكأنما بقوله هذا صبَّ قطرة خَلٍّ في بيت نمل. تطاير الرِّجال والصِّبية في كل اتجاه مثل الشَّرر، ينجون بأنفسهم من وحش البحر الذي على ما تنبَّأت أُم حَدَب، يجيء ليقتل أباه ويستعيد عباءته السَّليبة.
اسم المؤلف : سعود السنعوسي
اسم المترجم :
دار النشر :
متوفر في المخزون
![]() |
سعود السنعوسي |
---|
منتجات ذات صلة
الوراق : أمالي العلاء
وكان «العلاء ابن النفيس» قريبا من ذلك كله، فقد كان الطبيب الخاص للظاهر بيبرس، ورئيس أطباء مصر والشام.. ومع اضطراب أحوال زمانه، لم يتوقف يومًا عن التأليف في الطب والفكر وعلوم عصره، وترك لنا من بعده آلاف الصفحات.. فكيف عاش «ابن النفيس» وما الذي أملاه من وقائع حياته على «الوراق» الذي يصغره بأربعين عاما، وعاش أربعين عامًا بعده؟ هذا ما تحكيه هذه الرواية
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.