الأخلاق : الضائع من الموارد الأخلاقية

1.500  دك

قد يصح القول بأن كل ثقافة بشرية تتخد لنفسها نظاما في الأخلاق خاصا بها وهي تنظر إلى أخلاق الآخرين بشيء من الريبة والاحتقار.

ولهذا وجب علينا قبل البحث في الضائع من الأخلاق العربية ان نعرف ما هو الأساس الذي تبنى عليه البحث.

إننا بعبارة أخرى يجب أن نعرف ما هي الأخلاق قبل أن نعرف ما هو الضائع منها

وفي سبيل اتخاذ ركيزة استند عليها في طرق هذا الموضوع.

سأحاول المقارنة بين أخلاق البداوة والحضارة ولي سبب يدعوني إلى ذلك، حيث وجدت أن المجتمع العربي قد اختص من بين كثير من المجتمعات الأخرى بكونه شديد الصلة بالبداوة من ناحية وكونه موطن أعرق الحضارات في التاريخ من الناحية الأخرى.

الدكتور علي الوردي قد دراسة عن أخلاق العشائر في العراق وقال: حدث لي مرة أن ذهبت مع جماعة من الطلاب إلى قرية ريفية في سبيل أن تدرس أحوالها الاجتماعية فظن أهل القرية أننا جواسيس تتحرى أخبارهم وإيقاع الشر بهم.. وكانت المراوغة واضحة في أجوبتهم وهم لا يصدقون بنا ولو أقسمنا.

وقد ورث الفلاح العراقي من جدة البدوي صفة تجعله يفكر في يومه ولا يحسب حساب غده.. إنه لا يزال يعد الاهتمام بشؤون الغد دليلا على ضعف الإنسان وعلى قلة ثقته بشجاعته.. ولهذا أصبح شعاره:اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب.. وتجده يبذل كثيرا من ماله على الولائم ومواطن الكرم المألوفة بينما هو يستصعب أداء الدين القليل الذي عليه وهو قد ينافس أقرانه على الدفع في المقهى أو المطعم ثم يخاصم الحمال على مبلغ زهيد.

عدد الصفحات : ٥٦

اسم المؤلف : د. علي الوردي

اسم المترجم :

دار النشر : دار الوراق للنشر

متوفر في المخزون

معلومات إضافية
اسم المؤلف

د. علي الوردي

دار النشر

دار الوراق للنشر

مراجعات (0)

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “الأخلاق : الضائع من الموارد الأخلاقية”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *