الإنسان ورموزه : سيكولوجيا العقل الباطن
5.500 دك
يستخدم الإنسان الكلمة المنطوقة او المكتوبة كي يعبر عن معنى يود نقله، إن لفته ملأى بالرموز، لكنه غالباً ما يستخدم أيضاً الإشارات أو الصور التي لا تكون وصفية تماماً بل بعضها مجرد إختصارات أو تجمعات من حروف أولية، أو بعضها الآخر علامات تجارية مألوفة أو أسماء عقاقير مرخص بها أو إشارات أو شعارات.
وعلى الرغم من أن هذه كلها ليس لها معنى بذاتها إلا أنها تكتسب معنىً مميزاً من خلال الإستخدام العام أو النية المقصودة، أشياء كهذه ليست رموزاً بل هي إشارات ولا تفعل أكثر من أنها تحدد الأشياء التي ترتبط بها، لهذا تكون الكلمة أو الصورة رمزية حين تدل ما هو أكثر من معناها الواضح والمباشر، ويكون لها جانب “باطني” أوسع من أن يحدد بدقة أو يفسر تفسيراً تاماً، أو أن يأمل المرء بتحديده أو شرحه تماماً.
ومع إكتشاف العقل للرمز، يجد نفسه منقاداً إلى أفكار تقع ما وراء قبضة المنطق، ونظراً لأن هناك اموراً لا عدّ لها ولا حصر خارج نطاق الفهم البشري، فإننا نستخدم بإستمرار مصطلحات رمزية تمثل المفاهيم التي لا نستطيع تحديدها أو فهمها تماماً، بعد أن هذا الإستخدام الواعي للرموز هو جانب واحد فقط من جوانب كثيرة لحقيقة سيكولوجية ذات أهمية بالغة، هي أن الإنسان يصنع رموزه أيضاً باللاشعور وبصورة عفوية على شكل أحلام.
لهذا السبب كان التركيز على أمعان النظر بالإنسان ورموزه، وهذا إنما بالحقيقة، تمعن بعلاقة الإنسان باللاشعور لديه وتفحص لها، وبما أن اللاشعور، حسب رأي عالم النفس كارل يونغ، هو المرشد الكبير والصديق والناصح المستشار للوعي عند الإنسان.
من هنا، يمكن القول بأن هذا الكتاب هو ذو صلة وثيقة ومباشرة تماماً بدراسة الكائنات الإنسانية ومشكلاتها الروحية، إننا تعرف اللاشعور ونتواصل معه (خدمة ذات إتجاهين) بصورة أساسية عن طريقة الأحلام، وسوف القارئ في ثنايا هذا الكتاب (وعلى الأخص في الفصل الذي كتبه يونغ) توكيداً ملحوظاً تماماً على أهمية الحلم في حياة الفرد، وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذا الكتاب يمثل عملاً جماعياً اشترك فيه كارل يونغ مع مجموعة من أقرب أتباعه (د. ماري لويز فون فرانز، د.جوزيف هذرسون، أتييك يافي، يولاند يعقوبي).
وعلى هذا، فقد قدم يونغ في الفصل الخاص به القارئ إلى عالم اللاشعور والعقل الباطن، إلى النماذج الأصلية والرموز التي تشكل لغتها وإلى الأحلام التي تبعث رسائلها معها، في الفصل الثاني يوضح الدكتور هندرسون ظهور الأنماط النموذجية الأصيلة المتعددة في الأساطير القديمة والحكايا الشعبية والطقوس البدائية.
أما الدكتورة فون فرانز منتصف، في فصلها المعنون بعنوان “عملية التفرد”، العملية التي يتعلم بواسطتها الوعي واللاوعي عند الفرد، كيف يعرف واحد هما الآخر وكيف يحترمه وبتكيف معه، أي معنى آخر، أن هذا الفصل لا يحوي عقده الكتاب كله، فحسب، بل ربما يحوي جوهر فلسفة يونغ في الحياة: أي أن الإنسان يصبح كلاً، متكاملاً، هادئاً، مثمراً وسعيداً عندما تكتمل عولية التفرد (وعندها فقط)، أي عندما يتعلم الوعي واللاوعي لدى الإنسان كيف يعيشان بسلام وكيف يكمل واحدهما الآخر.
أما يافي فقد كانت مهتمة، شأنها شأن دكتور هندرسون، بأن تبين، ضمن النسيج المألوف للوعي، إهتمام الإنسان المتكرر، ذلك الإهتمام الذي يصل حدّ الهاجس، بروز العقل الباطن، فهي بالنسبة إليه ذات دلالة عميقة وجاذبية داخلية داعمة ونفذية تقريباً، سواء وردت في الأساطير أمم في الحكايا الشعبية التي يحللها هندرسون أم في الفنون البصرية التي، وكما توضحها يافي، ترضي الإنسان وتبهجه بمناشدتها المستمرة للاشعور.
أما فصل دكتور يعقوبي، فقد كان مختلفاً بشكل من الأشكال عن بقية الفصول، ففي حقيقية الأمر، إنما هو قصة حالة مختصرة من حالات التحليل الناجحة والمثيرة للإهتمام، وفي الختام لا بد من التأكيد على أهمية هذا الكتاب، لجهة موضوعه، ولجهة إسهام دكتور يونغ فيه مع أتباعه، فالدكتور كارل غوستان هو واحد من الأطباء النفسيين العظام على مدى الزمان كله، وواحد من كبار المفكرين في سيكولوجية النفس في هذا القرن.
فقد كان هدفه، وبصورة مستمرة، يتجسد في تقديم العون والمساعدة للرجال والنساء كي يعرفوا أنفسهم، بحيث يمكنهم، وعن طريق معرفة الذات والإستخدام الفكري للذات، أن يعيشوا حياة مليئة غنية وسعيدة، والدكتور يونغ في حياته ذاتها، تلك التي كانت مليئة، غنية سعيدة أكثر من حياة أي إنسان، قرر أن يستنفذ كل ما بقي من طاقة كي يوجه رسالته إلى جمهور أوسع دائرة من أي جمهور حاول الوصول إليه من قبل.
وقد انتهت مهمته في تأليف هذا الكتاب وحياته في الشهو نفسه، لذا فإن هذا الكتاب إنما يمثل الإرث الذي خلفه يونغ لجمهور القراء العريض.
اسم المؤلف : كارل غوستاف يونغ
اسم المترجم :
دار النشر :
غير متوفر في المخزون
اسم المؤلف |
كارل غوستاف يونغ |
---|
منتجات ذات صلة
أزمة التحليل النفسي
أنت العالم
- ثمة عنف متجذر داخل الكائن البشري، ولكن هل يمكن تحويله وتغييره بحيث يعيش هذا الكائن في سلام؟ هذا الإنسان العنيف أتى على الكثير من البيئة التي تعيش فيها، لكأنه يرى أن الحرب طريقة حياة مناسبة، قد يوجد بعض المسالمين هنا وهناك ولكن محبي الحروب موجودين، بل ولديهم حروبهم المفضلة أيضاً!. إذا لم يكن ممكناً تحقيق التغيير النفسي الداخلي والأساسي من خلال فهم الدوافع فكيف يمكن فعل هذا؟ يمكن للشخص أن يكتشف بسهولة سبب غضبه، ولكن ها لن يجعل غضبه يختفي، ويمكن لنا أن تعرف الأسباب التي أدت إلى الحرب، فقد تكون إقتصادية أو وطنية أو دينية أو ربما يكون السبب كبرياء السياسيين أو عقائدهم وإلتزاماتهم وإلى ما هنالك، ولكننا نستمر في قتل بعضنا، بإسم الله، أو بإسم عقيدة ما أو بلد ما أو.. لقد خيضت خمسة عشر ألف حرب على مدى خمسة آلاف عام ولكننا لم نصل إلى الحب والرحمة بعد!... البشرية كلها قائمة في كل منا، في وعينا، وفي هذا الجانب الخفي منا: لاوعينا، كل منا هو محصلة لآلاف من السنين التي مضت، وضمننا يوجد التاريخ بأكمله، لذلك تعتبر معرفة الذات أمراً بالغ الأهمية، إننا نتعرف على ذاتنا الآن عن طريق الآخرين. ولكن إذا أردنا أن نعرف أنفسنا فلا يمكننا ذلك من خلال أعين الإختصاصيين، بل علينا أن ننظر مباشرة إلى أنفسنا.
الإنسان الحديث في البحث عن الروح
الكتاب الأحمر
في عام 1913 في سن الثامنة والثلاثين عانى يونغ من تجربة مريرة من "المواجهة مع اللاوعي". كان يرى صوراً ويسمع أصواتاً. كان قلقا من احتمال إصابته بانفصام الشخصية. كان يكتب كل ما يراه ويسمعه في كتاب له جلد أحمر سماه فيما بعد بالكتاب الأحمر. كتابة هذا الكتاب امتدت لستة عشر سنة عاشها يونغ بعزلة.
اعتبر يونغ أن هذه الفترة كانت فترة خاصة وثمينة في حياته وأثرت في طريقة تفكيره. وبعد وفاة يونج احتفظت عائلته بهذا الكتاب في أحد المصارف السويسرية ,وظل الكتاب محجوبًا عن الباحثين والقراء حتى وافقت أسرته على إصداره في عام 2009, وذلك بعد محاولة الكاتب Sonu Shamdasani اقناع العائلة لنشر الكتاب.
عدد الصفحات :673
الكتاب الأحمر
كارل يونغ
دار الحوار
الموجز في التحليل النفسي
عبيد لسيد واحد : تاريخ العبودية في الخليج وشبه الجزيرة العربية
ويناقش الفصل الثاني عدة صور لاعتمادية شبه الجزيرة في القرن التاسع عشر، أي اعتماديتها على الأسواق العالمية وعلى عمالة العبيد، إذ يروي حكاية كيف أصبحت التمور، تلك الفاكهة الحلوة حلوى فارهة في الولايات المتحدة الأمريكية، وكيف أصبحت أمريكا أكبر زبائن الخليج من الأجانب. ويظهر الفصل الثالث كيف كان الأفارقة ركيزة أساسية في صناعة اللؤلؤ الخليجي والتي ولدت عام 1900 ثراء أكبر من كل مناطق العالم الأخرى مجتمعة، لأن اللؤلؤ كان سلعة أساسية في الاقتصاد الخليجي إشباعا للأسواق الإقليمية المتمركزة حول الهند والشرق الأوسط، وذلك لأن اللؤلؤ أوجد أسواقا جديدة في أوروبا وشمال أمريكا. أما الفصل الرابع فيتطرق لأوجه الحياة اليومية والحياة الأسرية والعمال منها بصفة خاصة، بين جموع العبيد الأفارقة في الخليج، إذ يدرس كيف تفاوص الأفارقة المستعبدون على صكوك عبوديتهم، وعلى اعتماديتهم إذ وجدوا أساليب للمقاومة فقد كانت المساحة ضيقة للسيطرة على مناحي عيشهم. ويغوص الفصل الخامس في السياسة البريطانية المناهضة للعبودية عبر المحيط الهندي، مركزا على حياة العبيد الأفارقة الذين حررتهم الملكية، موضحًا كيف شابهت حياتهم نظراءهم المستعبدين في الخليج. أما الفصل الأخير فيوضح كيف دفعت القوى الاقتصادية العالمية نحو الانهيار الكارثي لصناعتي الخليج الرائدتين في العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين، وكيف أثر هذا الانهيار على حياة العبيد الأفارقة في الخليج. عدد الصفحات: ٢٤٤ينقسم الكتاب لستة فصول يفصل كل منها وجها قصة الأفارقة المشتتين في شرق شبه الجزيرة العربية. ويضع الفصل الأول تاريخ نخاسة شرق إفريقيا وهو الشتات الإفريقي في شرق شبه الجزيرة العربية في سياق عالمي، ويشكك في بعض الأساطير حول نخاسة إفريقيا المحفوظة في الأدبيات الاستعمارية.
علم النفس المرضي للحياة اليومية
نيتشه – زارادشت : الإبداع بين الحرية واللاوعي
بقدر ما تكون متماهيًا مع لاوعيك تكون مبدع العالم، وعندئذ يمكنك أن تقول: «هذه ذاتي».
إذا قلت هذا نوري، يكون ذلك صحيحًا إلى حد معين: إنه في دماغك، وأنت ما كنت سترى ذاك النور لو لم تكن واعيًا له مع ذلك؛ فإنك ترتكب خطأ كبيرًا عندما تقول إن النور ليس سوى ما تنتجه أنت سيكون ذلك إنكارًا لواقع العالم.
بقدر ما تكون واعياً له، يكون ملكك، لكن الشيء الذي يجعلك تمتلك فكرة عما يصبح ما تدعوه بـ «الضوء» أو «الصوت» ذلك ليس ملكك ذاك بالضبط هو ما لا تمتلكه أنت، شيء من الخارج المجهول العظيم.
لذا فعندما يقول نيتشه، «هذه فكرتي، تلك الهوة السحيقة لي، إنها له فقط بقدر ما يمتلك كلمة لأجلها، بقدر ما يصنع تمثيلاً لها، لكن الشيء نفسه ليس له.
تلك حقيقة، ولا يمكنك أبدًا أن تدعوها بحقيقتك الخاصة.
أنت عالم كامل من الأشياء، وهي كلها مختلطة فيك، وتشكل مزيجًا رهيبًا، عماء؛ لذا ينبغي أن تكون سعيدًا جدًّا عندما يختار اللاوعي صورًا معينة ويدمجها خارج ذاتك.
الآن عندما يرى نيتشه الجانب السلطوي للأشياء، وهذا الجانب لا يمكن إنكاره؛ فإنه محق تمامًا بقدر ما يوجد سوء استخدام للسلطة.
لكنه إذا رآه في كل مكان في نواة كل شيء، إذا تسلل بوصفه سر الحياة حتى إذا رآه بوصفه إرادة الكينونة والخلق، فإنه يرتكب عندئذ خطأ كبيرًا.
عندئذ يكون معميًّا بعقدته الخاصة؛ لأنه يكون الإنسان الذي يمتلك مشاعر دونية، من ناحية أولى، ومن ناحية أخرى لديه عقدة سلطة ضخمة، فماذا كان نيتشه الإنسان في الواقع؟
كتاب نيتشه – زراديشت؛ الإبداع بين الحرية واللاوعي
عدد الصفحات :492
كارل يونغ
دار الحوار
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.