الشعر والتصوف
2.000 دك
ومّما يقرن الشعر بالتصوّف، على العموم، هو أنّ كلاً منهما مأخوذ بهاجس العمق وارتياد المجهول. فليس ثمة مستقرّ يمكن الركون إليه في هذا الاندفاع المتجدد الذي يبارح كشوفاته المتحققة ويجوزها، بقوة الكشف ذاتها، نحو ما لم يتحقق بعد، بل نحو ما لا تستنفده صور التحقق التي هي مجرد لحظات منه، أو انبثاقات محدودة في مجرى الاستحالة، أو في أفق التحول المطلق في الصور والأشكال. وإذا كان في ذلك ما يوسّع حدود المعروف بالحفر في أساساته المعتمة، أو فيما وراءه، فإن فيه أيضاً ما يطلق لجّة المجهول التي توجه إليها صور المعرفة، وهو ما يلقي بالشك، من جديد، على تلك الصور، ويحمل على الارتياب بها، فيدفع إلى تجاوزها، من حيث هي تعرّف سلبي يقدّم ذاته في امتناع معروفه، فيستوي إشارة إليه وحجاباً دونه في آن معاً. ومن هنا كانت المعرفة الصوفية لزيمة الحيرة، إذْ تتكشّف عن حقيقة كونها دهشةً وتوتراً وانخطافاً. وهي، بهذه المواصفات، تلتقي بجوهر الشعر، وتكونُهُ في خصائصه الذاتية، أو في طوابعه الفنية والجمالية.
عدد الصفحات : ١٤٤
اسم المؤلف : وفيق سليطين
اسم المترجم :
دار النشر : دار الحوار
متوفر في المخزون
![]() |
وفيق سليطين |
---|---|
![]() |
دار الحوار |
منتجات ذات صلة
أنت العالم
- ثمة عنف متجذر داخل الكائن البشري، ولكن هل يمكن تحويله وتغييره بحيث يعيش هذا الكائن في سلام؟ هذا الإنسان العنيف أتى على الكثير من البيئة التي تعيش فيها، لكأنه يرى أن الحرب طريقة حياة مناسبة، قد يوجد بعض المسالمين هنا وهناك ولكن محبي الحروب موجودين، بل ولديهم حروبهم المفضلة أيضاً!. إذا لم يكن ممكناً تحقيق التغيير النفسي الداخلي والأساسي من خلال فهم الدوافع فكيف يمكن فعل هذا؟ يمكن للشخص أن يكتشف بسهولة سبب غضبه، ولكن ها لن يجعل غضبه يختفي، ويمكن لنا أن تعرف الأسباب التي أدت إلى الحرب، فقد تكون إقتصادية أو وطنية أو دينية أو ربما يكون السبب كبرياء السياسيين أو عقائدهم وإلتزاماتهم وإلى ما هنالك، ولكننا نستمر في قتل بعضنا، بإسم الله، أو بإسم عقيدة ما أو بلد ما أو.. لقد خيضت خمسة عشر ألف حرب على مدى خمسة آلاف عام ولكننا لم نصل إلى الحب والرحمة بعد!... البشرية كلها قائمة في كل منا، في وعينا، وفي هذا الجانب الخفي منا: لاوعينا، كل منا هو محصلة لآلاف من السنين التي مضت، وضمننا يوجد التاريخ بأكمله، لذلك تعتبر معرفة الذات أمراً بالغ الأهمية، إننا نتعرف على ذاتنا الآن عن طريق الآخرين. ولكن إذا أردنا أن نعرف أنفسنا فلا يمكننا ذلك من خلال أعين الإختصاصيين، بل علينا أن ننظر مباشرة إلى أنفسنا.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.