تعويذة الجليلة

5.000  دك

الرئيسية
ثــقــافة
رواية “تعويذة الجليلة” للأسير كميل أبو حنيش؛ الموقف الجذري في المسيرة الممتدة
نشر بتاريخ: 12/10/2022
( آخر تحديث: 12/10/2022 الساعة: 22:54 )
رواية "تعويذة الجليلة" للأسير كميل أبو حنيش؛ الموقف الجذري في المسيرة الممتدة
شارك

الكاتب: المتوكل طه

*
يبدو أن الأسير الروائي كميل أبو حنيش قدَّم لنا بيدراً روائياً خصباً عبر روايته “تعويذة الجليلة”. إذ لا شيء سوى فلسطين داخل الكاتب، أو أننا تعرّفنا أكثر على قضيتنا من خلال كتابه. لم يكتب لأجلنا ضد نفسه، بل كان شاهد حقٍّ على ما جرى، وقد ارتكز على الحقائق ووقف على شرفة البلاد وأحضر إلينا النجوم، أما سارق الأرض فسيبقى سارقاً لأن الخاتم المسروق لا يجعل من السارق ملكاً.
ويتميز الكاتب بأنه مثَّل ضميراً لم يعد له مكانٌ في هذا الزمن، حتى جعل القضية الفلسطينية يومنا الثامن وفصلنا الخامس. وأكَّد على مقولة سائدة بأن: الإنسان ما يكتب وليس ما يكون، وأن فلسطين مثل الجنَّة تدخلها فلا تموت.
وكميل أبو حنيش القابع في الأسر منذ عقدين أكَّد على أن الخير والشر خطّان لن يلتقيا، ولم يقبل بالفكرة إذا كانت خاطئة، لأنّ الإيمان حسب الشاعر “ألان بوسكيه” مسألة نظام وليس حرية، كما أن الوجود الذي لا ثمن له هو باهظ بلا حدود.
ومع إيماني بالقول القائل: كل تفسير للفن هو تفسير خاطئ، إلا أنني أراني منغمساً في هذه الرواية التي تمثِّلني بجدارة، على اعتبار أن لكل صفحة عدداً كبيراً من المؤلِّفين أهمهم من قرأها! كما يرى “بوسكيه” أيضاً.
وقد أبدأ بالقول: إن الدهشة قد تأخذك من عدم الفهم، أو أن الكتابة نَسج أعذار كما يرى “هنري ميشو” لكنني أرى امرأة مثل وردة كونيّة، هي الجليلة. أخذتني معها، بجرأة، مثل الموسيقى، لأرى الحكاية من أوَّلِها إلى آخرها، مثل راهبٍ يعود إلى ديره، على الرغم من أنه لم يخرج منه!
الرواية كتبت صاحبها، والرواية أيضاً هي استعادة لمعنى الرواية، خاصةً إذا كان الكاتب محرِّضاً ولم ينسَ افتراض الضريبة التي ما فتئ يدفعها منذ ربع قرن وأكثر. وها هو قد تزوَّج أحلامَه التي تمخضت عن آدميٍّ لن يقبل التدجين. وعزاء الراوي أن الكلمة المسؤولة هي أرضه وسماؤه وأشجاره التي في يده، ولا يخاف الموت بقدر خوفه من طعنات الحياة، وفي تمرُّدِه التقى الحق ، والنقاء في الفوضى والمرايا الزائفة.
إن رواية “تعويذة الجليلة” قد ولدت حبلى بالأمل وبجرعة الإصرار والثبات، وهي تنتصبُ مثل ضوء مشعّ من المصاطب الخضراء الدافئة، ومن الصور الدامية المكررة التي تعيد رسم البلاد في لوحةٍ أكثر بهاءً وشجاعة وحرية.
لقد حرّرنا الكاتب من الأحزان الساذجة والانكسارات، وزَّرع أغصانا تمشي إلى البحر.. كل ذلك بجهدٍ فنيٍّ استطاع أن يعزِّز الخيال والمعنى، وأثبت أن الفن قوَّة محرِّرة ورغبة حارقة في استحداث أنماط جَمالية غير معهودة، فمن الممتع أكثر أن يكون المرء فناناً بدلاً من أن يكون فيلسوفاً، والكتابة في عمقها هي حرية وعصيان ويجب أن تحدث أثراً وتجعلك تشعر بشعور مختلف، وأن تمارس النقد العارف تجاه كل ما هو غرائزي ويتمثل بأشكال فاشية.. كما ترى إيرس ماردوك.

اسم المؤلف : كميل أبوحنيش

اسم المترجم :

دار النشر : دار الشامل

متوفر في المخزون

التصنيف:
معلومات إضافية
اسم المؤلف

كميل أبوحنيش

دار النشر

دار الشامل

مراجعات (0)

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “تعويذة الجليلة”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *