إن "التحولات" نوع من الكتابة الثانية للميثولوجيا الإغريقية والرومانية ومتأثرة بهوميروس وڤيرجيل خاصة. وقد أعاد أوڤيد إحياء الأساطير وأبطالها حين ألحّ على المضمون الإنساني عبر وصف دقيق حيّ للعواطف والأهواء والهواجس وما تمليه من سلوك، ويتبين للقارئ أن "التحولات" جذر رئيسي من جذور فن السرد قديماً وحديثاً، بدءاً من "ألف ليلة وليلة" مروراً برواية "دون كيشوت" وانتهاءً بفن السرد عن بورخيس وماركيز. هذا عدا التأثير الذي مارسته في عالمي المسرح والشعر وفي فن التصوير في عصر النهضة الأوروبي.
أما كاتب هذا العمل فهو "پبليوس أوڤيديوس ناسو" المعروف بـ"أوڤيد". ولد أوڤيد سنة ٤٣ قبل الميلاد في سولمونا ودرس في مسقط رأسه وفي روما، وسرعان ما اشتهر بفضل كتبه عن الحب. كتب "التحولات" وهو في قرابة الأربعين، وبدأت ترجمتها إلى اللغات الأوروبية الحديثة بدءاً من القرن السادس عشر.
نفي أوڤيد في السنة الثامنة للميلاد إلى مدينة توميش على البحر الأسود، والتي تعرف اليوم باسم كونستانزا في رومانيا، ومات فيها سنة ٧١ ميلادية. أما فيما يتعلق بالترجمة وتحديداً في ما يتعلق بالأسماء، آلهة وأشخاصاً وأماكن، اعتمد المترجم "أدونيس" اللفظ الأصلي يونانياً كان أم لاتينياً كأساس إلا أنه آثر الصورة التي اشتهر الاسم بها مع مراعاة القياس والنطق العربيين.