عرض جميع النتائج 3

السبيليات

2.500  دك
السبيليات : السكون و ما تفيضه الرؤى ."السبيليات" رواية للكاتب الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل - وصلت للقائمة القصيرة لجائزة البوكر للعام الحالي -رواية مغمورة بالسكون ، رغم إمعانها في تجسيد التفاصيل و اكتمالها بالصور الحركية إلا أنها ترفد المتلقي إلى مساحة ساكنة ناعمة ، تستحضره في حياة " أم قاسم " من باكورة رحلتها مع زوجها و عائلتها إلى استقراها المضطرب في ملاجئ النجف الأشرف إلى رحلتها الثانية مع " قدم خير " و انعطافيها الأخيرين .لا تقدم الرواية أحداثا كثيرة ، بل ربما نستطيع حصر الأحداث بخمسة دعائم : التهجير / موت أبو قاسم / قرار العودة / تأثير الأحلام / الحرب ، لكن المتلقي سيظل يسأل السؤال المحوري المؤثر : ماذا سيحصل ؟ و أعتقد أن هذا السؤال هو الخيط المتين الذي يربط فصول أية رواية مؤثرة .التفاصيل الغنية كانت مجسمة باللون و الصوت و الرائحة مما يرفد شعور أم قاسم ليستقر في عمق وعي المتلقي ، فتصير هذه المرأة ذات الكف الخضراء و الروح الفسيحة و الوفاء مرآة لنظرته .الشخصيات :لدينا شخصية محورية و هي " أم قاسم " ، و التي رُسمت بإقناع شديد ، يجعلنا نتقبل نطمئن إليها كما اطمأن لها الجنود ، و نتعاطف معها ، و نتفاعل ، و نصدق ما تفيضه النبوءات من أحلامها التي كانت الرواية تدسها بين فقرة حيوية و أخرى مما يجعلنا نعيش كامل الدهشة .لدينا أيضا شخصية قدم خير ، و الجندي جاسم و غيرها من الشخصيات التي تدور في فلك أم قاسم دون التوغل في ملامح و تفاصيل الشخصيات إلا بما يجلي دور الشخصية المحورية .المكان :في بداية قراءتي ، ظننت أن هيمنة المكان ستطغى على الرواية ، والحقيقة أن المكان كان شديد التأثير ، النهر ، النخيل ، مقام سيد رجب ، بيوت الجيران ، لكن أشعر أن الرواية وازنت بين الشخصية الك ينقلنا فيها لقرية في جنوب العراق تسمى السبيليات تعصف بأجوائها مصائب الحرب العراقية الإيرانية. تضطر اسرة أم قاسم للخروج من قريتها مضطرة نظرا لتحول القرية إلى منطقة عسكرية محظورة على المدنيين. ولكن الأم تقرر العودة مرة أخرى إلى قريتها مع حمارها المطيع المسمى قدم خير. تقرر الرحوع حاملة رفات زوجها كي تدفنه في مسقط راسه. تتواصل أحداث الرواية فيما بعد في القرية حيث تتعرف أم قاسم على الجنود المتمركزين على ضفة نهر القرية وتسترجع معهم ذكريات القرية والحرب. الرواية تتميز بلغة عذبة وسلسة وتنقل القارئ لأجواء القرية العراقية الريفية بما فيها من نخيل وطبيعة ومعاناة.

في حضرة العنقاء والخل الوفي

5.000  دك
تشتغل رواية في حضرة العنقاء والخل الوفي على سؤال بقدر ما تبدو الإجابة عنه بديهية بقدر ما تظهر صعبة عند الوقوف عليه وهو السؤال الذي سأله "إسماعيل فهد إسماعيل" في ما وراء الكلمات والشخصيات والمواقف، ".. شاغلني سؤال حاد ما زال يجول داخل رأسي. أيّهما مرهون بالآخر وثيقة تملك بيت ...أم وثيقة انتماء لوطن".   ويحاول الإجابة على هذا السؤال في سياق قرائي يرسم له طريقاً واضحاً رغم صعوبته.على المستوى النصي، تبدأ الرواية بالشجن وتنتهي به، وعلى المستوى الوقائعي، تبدأ الرواية، بين الحياة كما عاش إسماعيل فهد إسماعيل وقائعها فعلاً، وبينها كما يريد أن يعيش بعض مواقفها، وبين ما يتوقع أن تكون.   وبين البداية والنهاية يقحم الروائي عالم المجتمع الكويتي من خلال قضية "البدون" ويقاربها روائياً محاولاً وبكثير من الشفافية ملامسة الجانب الذاتي لهذه الفئة من الناس من خلال كائن واحد لا يمكن النظر إليه باعتباره النموذج بل باعتباره الحالة الخاصة.   ولعل ذلك ما دفع بالروائي إلى إطلاق صفة ابن أبيه على بطله "منسي"، "... ولأنه لم يعرف اسم أبي بعد التفت إلي، حشرجتي باقية همساً. لم أسمع. بدرتْ عن محمد السريع ضحكة مرحة. نُطلق عليه اسمه الفني المنسي بن أبيه. منذ حادثتي هذه صرت ابن أبيه..."   وبهذا يكون الروائي قد أطل من خلال الخاص على العام، وفي الحالين، ثمة فضاء روائي متعدد، متشعب، متنوع، وفي الوقت نفسه ثمة بيئة روائية تحتضن هذه المأساة لمواطنين ما زالوا يعيشون "بدون" جنسية تثبت انتماءهم لوطنهم قانونياً، وما ينجم عن ذلك من علاقة ملتبسة يغلب فيها سؤال الهوية، لتلك الشريحة المنسيّة، فإلى أي وطن ينتمي هؤلاء؟! وهل الوطن معنى يقتصر على هوية نحملها أم ما نشعر به تجاه هذا الوطن. سؤال برسم الإجابة؟