بدأنا تربية الجراد الّذي تكاثر بسرعةٍ هائلة، وأقمنا سوراً من الذبذبات الكهربائية حول المنطقة حتّى لا يفلت الجراد ويأكل الأخضر واليابس في استراليا، بدأنا نبيع الجراد للبلاد العربيّة والإسلاميّة، وسرعان ما اتّضح أنّ الطلب يفوق كلّ توقّعاتنا، كنّا نبيعه في مختلف العبوات: طازجاً ومثلّجاً ومبرّداً ومخلّلاً ومشوياً ومقلبّاً.
إلّا أنّني أؤكّد لك، يا أخي أبو لمياء، أنّه لا صحّة للتشنيعة الّتي ظهرت فيما بعد تزعم أننا كنّا نكتب على كلّ عبوة: “مذبوحٌ على الطريقة الإسلاميّة”.
ابتسم قنديش، وقال: "الخالة مواقفة على "ويتير" قلت: "بقي موضوع، الشكل." قال: "ماذا عن الشكل؟" قلت: "أود أن تظهر عائشة في شكل فاطمة الزهراء ولا تغير هذا الشكل ما دامت معي". قال قنديش: "الخالة موافقة" قلت: "وسوف يكون اسمها فاطمة الزهراء شافعي، وسوف تكون جنسيتها مغربية. أشك في أنها ستقابل هنا أحداً يعرف فاطمة الزهراء الأصلية". قال: "الخالة موافقة". قلت: "هل اتفقنا، إذن، على كل شيء؟" قال: "لدى الخالة بعض الأشياء". قلت: "هات" قال: "الخالة تود أن تكون حياتكما طبيعية ولا تتحول إلى استجواب طويل عن الجن. الخالة تقول أن الزوج الإنسي لا يقضي كل وقته في استجواب الأنسية عن وطنها وبيئتها ومجتمعها".
حكاية غازي القصيبي هذه تعود بنا إلى حكايا ألف ليلة وليلة بخيالاتها، إلا انها ألف ليلة وليلة معاصرة بأفكارها ويخالاتها. وهكذا يتزوج الإنسي ضاربي من عائشة الجنية وتكون هناك وقفات مثيرة يتابعها القارئ بشغف حيث يقنع الكاتب قارئه بأسلوبه القصصي الرائع بأن ما يدور في عوالم هذه الحكاية ليس محضّ خيال.
عدد الصفحات : ٢٤٠
حياة في الإدارة هي ترجمة ذاتية لغازي القصيبي، يتناول سيرته منذ مراحل التعليم الأولية وحتى قرار تعيينه سفيرا في البحرين عام 1984.
تعتبر من أبرز مؤلفاته. يروي المؤلف تجربته وطريقة إدارته المناصب التي تولاها، ويحكي بعض المواقف والطرائف والعقبات التي واجهته، ويستخلص منها بعض التوجيهات للإداريين عامة والشباب خاصة.
عدد الصفحات: 358