عرض جميع النتائج 6

( جزئين) التغريبة الفلسطينية : أيام البلاد – حكايا المخيم

10.250  دك
”ما كان لتباعد المسافات بيننا أن ينسيني ذكره في كل حين. وما زلت أقصّ على أبنائي من أخبار شجاعته وتضحياته وبطولاته أيام كان قائد فصيل حطين في الثورة الفلسطينية الكبرى (1936- 1939). وكنت أكرر الكلام على مسامعهم عن فضله على العائلة وعليّ أنا بصفة خاصة. فلولاه لما بلغت ما بلغت من العلم والمركز الأكاديمي الذي أتمتع به الآن في الولايات المتحدة، ولما كان أبنائي الآن يحصدون ثمار النجاح الذي تحقق لأبيهم في أعرق الجامعات الأمريكية والمراكز العلميّة المرموقة، وهو القادم من قرية صغيرة في شمال فلسطين، ومن بيت طيني متواضع. بلى، كان دائماً «أبو العائلة» وفخرها، وإن لم يصب من العلم إلا قليلاً، وانتهى إلى حياة المخيمات، ولم يعد يذكر كفاحه إلا بعض من عاصره أيام فتوّته أو عرفه عن قرب.لا، ما كنت لأغفل عن شيء من هذا. ولكن، لكأن مفارقات الأقدار قد شاءت هذه المرّة أن تستحضره في وجداني ومخيلتي لتلزمني التواضع أمام صورته المعلّقة على الحائط. فإذْ عدت إلى بيتي في نيو جيرسي بعد انتهاء مراسيم تكريمي بجائزة عليا من الأكاديمية الأمريكية للعلوم والتكنولوجيا، رنّ الهاتف، وكان على الطرف الآخر ابن أخي صالح يتحدث من طولكرم في الضفة الغربية المحتلة، يعلمني أن أباه -أخي الأكبر أبو صالح قد اشتد به المرض، وأنه يذكر اسمي في هذيانه. ولم يزد على ذلك. فأدركت أن الأمر أشد من وصفه. فالعادة عندنا أن يموه الناس ما استطاعوا على النبأ العظيم حين يخبرون به الغائب البعيد. وفي اليوم التالي كنت في الطائرة إلى عمّان، ومن عمّان قطعت الجسر على نهر الأردن إلى طولكرم. أدركته في النَّفَس الأخير. وجلست بالقرب من سريره. وبصعوبة بالغة فتح عينيه قليلاً ونظر إليّ دون أن يكون بوسعه أن يقول شيئاً. إلّا من حشرجة ضعيفة. نظر إليّ نظرة غائمة، ثم لاحَ طيف ابتسامة على وجهه. أخذت يده وقبّلتها، ثم تقدّمت برأسي نحوه وهمست: «أنت أبونا وتاج رأسنا. ولولاك ما كنت شيئاً». ثم أغمض عينيه إغماضة الأبد. رحل الرجل الكبير، وتركني بعده أتساءل عن معنى البطولة. أخي الأكبر أبو صالح، أحمد صالح الشيخ يونس، لن تعلن خبر وفاته الصحف والإذاعات، ولن يتسابق الكُتّاب إلى استدعاء سيرته وذكر مآثره. وقريباً يموت آخر الشهود المجهولين؛ آخر الرواة المنسيين.. أولئك الذين عرفوه أيام فتوّته جواداً برياً لم يُسرج بغير الريح. فمن يحمل عبء الذاكرة؟ ومن يكتب سيرة من لا سيرة لهم في بطون الكتب؟ أولئك الذين قسّموا أجسامهم في جسوم الناس، وخلّفوا آثاراً عميقة تدلّ على غيرهم.. ولكنها لا تدلّ عليهم!“. وليد سيف دار الأهلية

الشاعر والملك

4.500  دك

ثلاثة أشهر مرت على موت العبد, دون أن يقسم إخوته لأسرته نصيبهم من حق أخيهم في المال والنخل والإبل. فقد كان العبد وإخوته قد أبقوا إرث أبيهم ً مجموعا, فيأكلون من خيره ً معا. فلما طال هذا الأمر, وبدأت الهواجس تخامر وردة, وأرقها الخوف على أبنائها من الفاقة, اضطر أخوها المتلمس إلى مراجعة الأعمام الثلاثة:أبي الربيع, وأبي حارثة, ّ والمرقش الأصغر.فردوه ّرد ًا ً قبيحا.وكان َ أغلظهم أبو الربيع الذي زعم أنهم إنما يحبسون مال أخيهم المتوفى حتى يبلغ أبناؤه سن الرشد, فإنهم الآن لا يستطيعونّ التصرف به, على أنهم لن يتركوا أبناء أخيهم في فاقة, فسيكفونهم المتلمس عليهم, أغلظ عليه أبو الربيع, واتهمه حاجتهم. ّ فلما ّ ألح ّ بأنه يريد أن َ يتولى المال لنفسه. فإن لم يكن الأعمام هم أولياء المال,وكان أبناء أخيهم ُقصرا , فلا معدى من أن ّ يتولاه الخال! ثم ّذكره ّ بأن أولياء الدم هم أولياء المال. على هذا جرت العرب

رواية الشاعر والملك

د. وليد سيف

دار الأهلية .

الشاهد المشهود : سيرة ومراجعات فكرية

8.000  دك
” أفتح عيني من القيلولة نصف انفتاحة أو دون ذلك . ما زال جفناي ثقيلين ، والغمامة السوداء فتلبث في رأسي وتعتقل وعيي الذي يكافح الصحو من غياهب النوم وأرض الأحلام . وللحظة قصيرة تلتبس على نفسي وهويتي ، ويبدو وكأنني أبحث في ذاتي في ذاكرة معطلة ، أو كأنني أعوم في فراغ بلا علامات وشواهد . فاجتهد وسعي في البحث عن علامات تدليني علي وعلى محيطي .. فأصدق بصعوبة خلل الغمامة السوداء التي ما زالت تقلق راسي وعيني … آه .. هذا بيتنا في طولكرم .. خلف سريري النافذة التي تطل على الحديقة ، وأدناها إلى النافذة صف من شجرتي برتقال وشجرة ليمون … أما المتطرفة منها إلى الجنوب فهي من البرتقال البلنسي الذي يتأخر نضجه عن سائر البرتقال ، ويصلح للعصير أكثر من الأكل … أمامي باب حديدي داخلي أخضر اللون … في الركن جهاز المذياع ذي العين في زاويته ، ويتدلى منه سلك ينتهي في زجاجة مملوءة بالماء .. أصوات المخيم المجاور لبيتنا تصل مكتومة عبر الجدار السميك الذي ما زال ينتصل بين وعيي والعالم … وكذلك اصوات الشارع الذي يفصل بين سور حديقتنا ومدار سوكالة غوث غالللاجئين للإناث ، وصياح الديكة ونباح الكلاب من المزارع القريبة . يرتسم في وعيي المشوش المحيط الخارجي لمكاني على السرير في تلك الغرفة من بيتنا … ومع ذلك فتحة لبس ماً ، وخطاً ما .. ما زلت تائهاً في المنطقة الفاصلة بين النوم واليقظة . أشعر أنني معتقل في الحواس المشوشة أريد لو شاهداً واحداً لكي أعرف الآن نفسي ، ويدركني في حسي .. وأسترجع ذاتي من أرض التيه التي يغلفها الضباب .. ثم أنفض رأسي مرة واحدة .. لا .. ليست هذه غرفتي في بيتنا في طولكرم ، وليس هذا بيتنا ، وليس هذا سريري القديم .. وليس ثمة نافذة ورائي تطل على الحديقة وشجيرات البرتقال والليمون . وما في الخارج ليس حارتنا .. ولا شارع نابلس ، ولا بيارة ” الحمد لله ” ولا السهل الذي يقطع وادي ” الزومر ” ، وأنا الراقد هنا ليت الفتى المراهق الذي يحلم بالشاطىء والمدن البعيدة . وتكفيه نظرة سريعة وطيف ابتسامة من فتاة أحلامه ، كي يطير في الهواء ويمشي على الماء ، ويلمس النجوم ويمتطي السحاب ، ويفيض شعراً يحسب أنه يكفيه لاقتحام عالم عصيّ على الفاتحين . لا ليست هذه طولكرم ، وليس هذا الراقد على السرير ذلك الفتى . إنما الراقد هنا هو ما آل إليه ذلك الفتى وقد جاوز الستين .. وخاض في الشواطىء ، التي كان يحلم بها قديماً وبلغ المدن التي كانت بعيدة … وذرع الأرض شرقاً وغرباً ، ونال نصيبه من أسباب السعادة وأسباب الأسى .. من الرغبات الناجزة والرغبات المحبطة .. أما في مكان شبيه بالأماكن التي كان يحلم بها ذلك الفتى الذي كنته .. في عمان .. لندن .. باريس .. نيويورك .. غرناطة .. فيينا … … كا تكون ورملها الأبيض الناصع وشواطئها المتدرجة الألوان . فلماذا يخذلني الوعي في منطقة الغسق التي تتوسط بين النوم واليقظة ! لماذا تغيب الأماكن التي كانت حلماً عندما صارت حاضرة ، وتحضر طولكرم في غيابها لتمحو ناطحات السحاب ببيوتها الصغيرة الواطئة ، وتقصي الشواطىء اللازوردية ، وهي التي حرمتها النكبة من بحرها القريب … وليحل زيتونها وبرتقالها محل الغابات الكثيفة التي تستوطنها الغزلان والوعول والحوريات الطائرة .. وإن هذا ليتكرر بين الفينة والأخرى ، حتى لأخشى أن يحدث يوماً وأبقى معلقاً في ذلك التيه حتى آخر الأيام ! ” .. الماضي لدى صاحب هذه السيرة هو الآن ، وحنينه إلى الماضي شهادة على حاضره .. فما الذي أغراه باستدعائه وتغليفه بهذه الهالة الرومانسية لم تكن تحيط به في وقته حين كان حاضراً ؟ !! لماذا يصفه بالزمن الجميل الطيب المضيء ، وكأنه يقيم به الحجة على حاضرة المغاير ، في أنه ، وكما يذكر .. أن ذلك الماضي لم يكن بجملته أفضل على الصعد العامة والخاصة … لا يضره ذلك وهو يصفه بالزمان الجميل مستنكراً ما عاش فيه من عنت وضنك وقلة يقصّ من أخبارها على أبناء هذا الجيل كلما اتسمت نبراتهم ونفسياتهم بالبطر احتجاجاً وتبرماً على كل شيء .. ليخبرهم عن نعمة يحفلون بها دون أن يدرون .. يخبرهم كيف كان بعضهم يمشي أميالاً طوالاً ، في قيظ الشمس أو المطر ليصل إلى مدرسة متهالكة المبنى ، تدلف على رؤوس الطلبة شتاء ، ويحشر فيها أعداد كبيرة من التلاميذ الذي يبدع بعضهم بعضاً ولا رادع لهم إلا عصا المدرس المعدة بعناية وإتقان لتكون أشدّ إيلاماً ومضافته ، على أن ذلك أهون من العقوبة المنهوبة وعمليات الإذلال العلني ، ولسبب من الأسباب ، أمام جملة من الطلبة والمدرسين .. يخبرهم كيف كان شطر من حيله يدرس في ضوء السراج قبل أن تصل الكهرباء إلى البيوت ، على أن لا يطيل السهر فيستهلك من زيت السراج ما تضيق الأسرة بنفقته . وكيف كان توفير الكتب المدرسية والقرطاسية مطلباً عسيراً يورث الأب كآبة والأبناء شعوراً عميقاً بالذنب . كيف كان المصروف اليومي للإبن السعيد قرشاً أو نصف قرش ، بينما يمشي الأقل خطأً بجيب خاوية . كيف كان الطعام عزيزاً والمائدة فقيرة والأثاث بسيطاً ولا شيء من الأجهزة التقنية الحديثة التي من غدت بعد ذلك من التقنيات المفروغ منها .. لا ثلاجة ولا طباخ الغاز ولا ولا .. لم يكن من ذلك وأحزابه شيء … ومع ذلك فلا يفسد لحنينه إلى ذاك الماضي وتمجيده قضية .. حتى ولا تنقبض كلماته وسطوره بالذكرى الأليمة وهو يقص في سيرته على أبناء هذا الجيل قصص وأنباء تلك الأيام الخوالي في معرض اللوم والتأنيب على تذمرهم من عيوب حياتهم وزمانهم ؛ بل ، وعند استرجاعها يضيء وجهه ويستبد به شعور عامر بالفخر والإعتزاز . بلى … فالماضي الذي تحدث عنه يبقى الزمان الجميل المضيء على الرغم من تلك الصعوبات والمنغصات ، ومسائلاً نفسه لم هذا وهو يعيش ، على صعيده الشخصي ، حاضراً مترفاً … كان مستقبلاً حلم بالماضي به .. فها هي الشهادة العليا والمركز المرموق والإنجازات المهنية والمنزل الحسن .. فلم صار الماضي بأثر رجعي زماناً جميلاً مضيئاً ؟ ثمة من انتقل من نوس إلى ثوس ، وانكسرت أحلامه القديمة . وثمة من انتقل من نوس إلى خير . ولكن الغالب على هذا وذاك أن يلتفتا إلى الماضي بعيون غائمة ومن خلال تنهيدة عميقة يصعد نداء الحنين : ” سقى الله تلك الأيام ” .   كتاب الشاهد المشهود ؛ سيرة ومراجعات فكرية الكاتب وليد سيف دار الأهلية

النار والعنقاء (جزئين )

10.000  دك
رواية النار والعنقاء جزئين وليد سيف دار الأهلية

ملتقى البحرين

3.500  دك

رواية ملتقى البحرين

وليد سيف

دار الأهلية

مواعيد قرطبة

7.500  دك
رواية مواعيد قرطبة وليد سيف دار الأهلية