الإنسان والبحث عن المعنى ليس مجرد كتاب يوضع فوق رفّ كي يأكله الغبار وتحرسه أعين القرّاء وتخيّم عليه الظّلمة حين تكمل المصابيح مهمّتها، بل هو تجربة حياتيّة فريدة من نوعها، ونادرا ما تتكرّر، غيّرت من حيوات ملايين البشر حول العالم وجعلت من الكتاب أحد أهم الكتب التي يرتكز عليها الفكر الإنسانيّ في العصر الحديث. عندما تنهار الرّوح ويقف الإنسان كي يرمّم ذاته، لن يجد سبيلا آخر كي يعيد ترميم تلك الذّات المخدوشة والمجروحة دون اللّجوء إلى المعنى والبحث عنه. كيف عاش فيكتور فرانكل تجربة المعتقل وكيف غيّرت تلك العذابات من نظرته إلى العالم وكيف يمكننا أن نغيّر حياتنا انطلاقا من تجربته؟
أسئلة كثيرة يجيب عنها هذا الكتاب ويضعنا أمام مرآة الذّات الإنسانيّة التي طالما بحثنا عن علاج لها.. تمّ بيع خمس عشرة مليون نسخة من هذا الكتاب حول العالم وأحدث ثورة في علم النّفس، أدّت إلى مراجعات كبيرة لها علاقة بالإنسان وصراعاته الدّاخلية التي لا تتوقّف أبدا.
عدد الصفحات : ١٤٢
لقد حركت شهادة فرانكل عن معسكر أوشفيتز ملايين القراء؛ ولكن كيف كانت حياته قبل ذلك وبعده؟ من ذا الشخص الذي يقف وراء تلك المكتبة الفلسفية العميقة؟ يحدثنا هنا فيكتور فرانكل في سيرته الذاتية عن التجارب التي جعلته رائدًا في أبحاث المرونة النفسية، ومؤسسًا لمدرسة العلاج النفسي المرتكز على المعنى؛كيف كان منزل والديه، وكيف كانت صلته المبكرة بسيغموند فرويد وألفريد أدلر، وما كان عمله مع الانتحاريين الشباب، ومقاومته للقتل الرحيم، والترحيل، ثم العودة إلى فيينا؛ حيث قضى حياته باقي كلها تقريبًا. بجانب باقة من الصور الفوتوغرافية المنتقاة من أرشيف العائلة تكمل لنا ذكريات فرانكل التي تتميز بحب الإنسانية رغم الألم والمعاناة.
"علينا أن نجيب على الأسئلة التي تطرحها علينا الحياة؛ وليس بإمكاننا ذلك إلا من خلال تحمل مسؤولية وجودنا"