يوميات رجل أرمل (مارتين سانتومي) يقترب من سن التقاعد بعد أن أمضى حياته موظفاً بين دفاتر الحسابات، وفي الخروج قُدماً بأبنائه الثلاثة الذين وجد نفسه مضطراً إلى تربيتهم وحيداً بعد وفاة زوجته. إنه يعيش في قلق وهو يرى أن حياته قد انقضت دون أن يحقق شيئاً يستحق الذكر. وفجأة يضيء تلك الحياة وميض حب عندما تظهر فيها فتاة شابة يتعلق بها سانتومي. تشكل الرواية تصويراً مريراً، بل ساخراً بمرارة مأساوية، لحياة الطبقة الوسطى في أروغواي، في مرحلة تدير فيها تلك الطبقة ظهرها للهموم السياسية والاقتصادية، وتتنحى عنها وسط إحباط حياتها الوسطية ومعاناتها لتنغمس في خيانات صغيرة وأحلام بلا حدود. الوحدة وانعدام التواصل، الحب والسعادة، والموت، والمشاكل السياسية هي بعض الأمور يواجهها القارئ في الهدنة التي تُرجمت إلى عشرات اللغات، وجرى اقتباسها للسينما والتلفزيون والمسرح والإذاعة، ولكنها كانت أولاً وقبل كل شيء متعة استثنائية للقراء في كافة أنحاء العالم. إنها واحدة من أجمل روايات الحب وأشدها قوة ورشاقة وشاعرية في أدب أميركا اللاتينية.
رواية الهدنة
الكاتب ماريو بنديتي
ترجمة صالح علماني
دار ممدوح عدوان
يجمع بينيديتي في هذه الرواية بين 3 أشخاص ربطتهم صداقة في سن المراهقة، هم ميغيل وآليثيا ولوكاس، وذلك بعد مرور 11 عاماً على المرة الأخيرة التي التقوا فيها ثلاثتهم معاً.
أحبَّ الشابان آليثيا في وقت واحد، لكن تبدّلت الأدوار ومواضع الرغبات خلال تلك السنوات، التي ما كان اثنان منهم يلتقيان خلالها إلا ويكون شبح الشخص الثالث حاضراً معهما، ولا يُعرف حقاً، في خضمّ علاقة الحب المعقّدة هذه، مَن مِنَ الشابّين أحبّ آليثيا ومن تخلّى عنها منهزماً أمام الآخر.
يغوص الكاتب في أعماق النفس البشرية في روايته هذه، متأملاً مثلث حبٍّ معقّد بين شابّين وفتاة، تاركاً لكل واحدٍ منهم مساحةً لرواية الحكاية من وجهة نظره، عبر اليوميات والرسائل والقصة، وهي التقنية ذاتها التي استخدمها بينيديتي في روايته "ربيع في مرآة مكسورة"، لتبدو بذلك الحكاية مختلفةً في كل مرة، كما لو أنها 3 أنهار صغيرة تصبّ في النهاية في البحيرة ذاتها.
ماريو بنديتي
دار ممدوح عدوان