مسيرة الفيل

3.000  دك

” هناك من تكهن بأن مسيرة الفيل قد تنتهي هنا ، في بحرلاس روساس . إما لأن سقالة الدخول للمركب ، العاجزة عن تحمل وزن أربعة أطنان ، قد تتهشم أو لأن هزات الموج للقوية ستفقد الفيل توازنه فتلقي برأسه في الهاوية ، لا بد أنها قد حانت الساعة الأخيرة لسالمون السعيد والقديم الذي عمّدوه بكل حزن باسم وحشي ، سليمان . لم يرَ أغلب النبلاء الذين ذهبوا إلى روساس لتوديع الأرشيدوق ، فيلاً من قبل ، ولا حتى في لوحة . لا يدرون أن حيواناً من هذه ، خاصة لو سافر في أية فترة من حياته , لديه ما اعتادوا أن يسموه قدماً بحرية ، فلا يطلب منه المساعدة في مناورة ، ولا الصعود إلى السواري لإنزال الشرعة ، ولا قيادة الثُمْنية والسوسية ، لكن ضعوه أمام الدفة سترونه راسخاً فوق أوتاد غليظة تتصنع أنها رِجلان ، ثم مُروا بهبوب ريح عاتية . سترون كيف يواجه الفيل هذه الرياح المضادة ، مبحراً في تجاهها بأناقة وفعالية طيّار من الدرجة الأولى ، كأن هذا الفن من ضمن كتب الفيدا الأربعة التي تعلمها بالذاكرة في طفولته الأكثر رقة والتي لا تُنسى أبداً ، حتى عندما قررت أقدار الحياة أن يكسب خبزه الحزين كل يوم بنقل جذوع الأشجار من جانب لآخر أو محتملاً الفضول الأبله لهواة عروض السرك منحطة المستوى . الناس مخطئون جداً في فهم الفيلة ، يظنون أنها تتسلى عندما تجبر على حفظ توازنها فوق كرة معدنية في مسطح صغير ومائل ، تجد فيه بالكاد مكاناً لأرجلها تتكئ عليه.

 

كتاب مسيرة الفيل

الكاتب: جوزيه ساراماغو

ترجمة: أحمد عبد اللطيف

اسم المؤلف : جوزيه ساراماغو

اسم المترجم :

دار النشر : منشورات الجمل

متوفر في المخزون

التصنيف:
معلومات إضافية
اسم المؤلف

جوزيه ساراماغو

دار النشر

منشورات الجمل

مراجعات (0)

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “مسيرة الفيل”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Shopping cart
Sign in

No account yet?

Home
0 items Cart
My account
Shop
This site is registered on wpml.org as a development site. Switch to a production site key to remove this banner.