لا يتخذ هذا الكتاب موقفاً مُسبقاً ولا مُناهِضاً من قضية الإلحاد بقدر ما يسعى - بالبحث العلمي الحُر، والحوار الهادئ الرصين ، وبالكشف الذوقي النابع من أعماق الفطرة الإنسانية السليمة - للإبانة كيف أنّ الإلحادَ ممتنعٌ على الطبيعة الإنسانيّة المُفكرة والقلقة والمتحيّرة إلى أبعد مدىً، والتي لا تنفكّ تطرح التساؤلات، وتشكّكُ في المسلمات، وتتخذُّ من شكّها وحيرتها سبيلاً لها لإيجاد إجابات مقنعة ومرضية لمسائل صعبة رافقتْ الإنسان لحظة بروزه للوجود ونور الحياة؛ في وسطِ كونٍ مترامي الأطراف، وكلّ ما فيه يدعو للتّعجب والاستغراب وطرح الأسئلة – إذا كان للكون من أطراف أو حدود أو نهايات - ولا تزال تلك الأسئلةُ ترافقه كظلّه إلى يومنا هذا؛ مثل: مَنْ هو الإنسان ، منْ أين أتى ، ولماذا هو هنا ، ولأيّةِ غايةٍ ، وما هي الجهة أو القوّة – إنْ جاز التعبير– الحاضرة فيه والتي تقفُ مسؤولةً وراءَ حضوره في هذا العالَم في آنٍ معاً!؟
في كتاب وهم الثوابت يسعى المؤلف عادل مصطفى إلى تحطيم جبال الثوابت وتماثيل آلهتها التي صنعها لها كثيرون على مدار الزمن، مؤكدًا أن سنة الحياة هي التغيّر والتطور بما يتلائم مع الآن وبما يعمل على إيجاد حياة إيجابية بعيدة تمامًا عن التحجر والثبات الذي لا مبرر له إلا داخل عقول لا تستطيع أن تفكر وأن تبتكر، بل تستقي كل أفكارها من الماضي بما فيه من حسنات وسيئات، دون أن تناقش هذه الأفكار، فاقدة فلسفتها في الحياة والوجود.
عدد الصفحات : ٢٩٥