الجزء الثالث من ثلاثية نجيب محفوظ الشهيرة، التي يعتبرها العديد من النقاد والمتخصصين في الأدب أفضل وأهم رواية عربية. تقع أحداث هذا الجزء في الفترة ما بين منتصف ثلاثينيات وبدايات أربعينيات القرن العشرين، ويشهد أكبر عدد من التحولات في حياة أسرة السيد أحمد عبد الجواد، حيث يتوارى أبطال الجزئين السابقين في خلفية المشهد، إما بسبب الوفاة أو الانسحاب الاختياري من الحياة، فيما يحتل الصدارة جيل الأحفاد بعد أن صاروا شبانًا، لكل منهم أهواءه وتوجُّهاته. يشاركهم البطولة “كمال” من موقع المراقب للتحولات والغارق دومًا في تأمل البشر والأحداث. نُشرت الرواية عام 1957 وانتقلت لشاشة السينما عام 1973
يحتوى الكتاب بين دفتيه احدى وثلاثين مقالة او خاطرة تنم عن جرأة شديدة فيما يوجهه الكاتب من سهام نقدية عنيفة للمجتمع والناس، جعلته يتخطى خطوطا حمراء في سبيل التعبير عما يجيش فى صدره، حتى انه قد لا يتقيد بحواجز فكرية او دينية او اجتماعية، تتحرك عباراته بين موضوعاته برقة ونعومة و سلاسة ليعطى للعمل شاعريتة وعذوبته.وهذا الكتاب يرسم مشاهد متخيلة للصراعات يشن حملة شعواء ويصب جام غضبه على المجتمعات الشرقية الزاخرة بالتناقضات و الأفات الاجتماعية، وعلى القارىء حين يقرأ هذا الكتاب ان يضع في اعتباره اختلاف البيئة و العصر و الفكر و العقيدة.
تدور أحداث الرواية في القرن الخامس الميلادي ما بين صعيد مصر والإسكندرية وشمال سوريا، عقب تبني الإمبراطورية الرومانية للدين المسيحي، وما تلا ذلك من صراع مذهبي داخلي بين آباء الكنيسة من جهة، والمؤمنين الجدد والوثنية المتراجعة من جهة أخرى. "ما أظن أني تمتعت بعمل من هذا القبيل.. ما أروع هذا العمل" -- يحيى الجمل "هذه الرواية عمل مبدع وخطير، مبدع لما يحتويه من مناطق حوارية إنسانية مكتوبة بحساسية مرهفة تمتزج فيها العاطفة بالمتعة، وخطير لأنه يتضمن دراسة في نشأة وتطور الصراع المذهبي بين الطوائف المسيحية في المشرق.. إن يوسف زيدان يتميز بالموهبتين، موهبة المبدع وموهبة الباحث، وكثيرا ما تتداخل الموهبتان في هذا العمل" -- سامي خشبة "لو قرأنا الرواية قراءة حقيقية، لأدركنا سمو أهدافها ونبل غاياتها الأخلاقية والروحية التي هي تأكيد لقيم التسامح وتقبل الآخر، واحترام حق الاختلاف، ورفض مبدأ العنف.. ولغة الرواية لغة شعرية، تترجع فيها أصداء المناجيات الصوفية، خصوصا حين نقرأ مناجاة هيبا لربه " -- د. جابر عصفور "يوسف زيدان هو أول روائي مسلم، يكتب عن اللاهوت المسيحي بشكل روائي عميق. وهو أول مسلم، يحاول أن يعطي حلولا لمشكلات كنسية كبرى.. إن يوسف زيدان اقتحم حياة الأديرة، ورسم بريشة راهب أحداثا كنسية حدثت بالفعل، وكان لها أثر عظيم في تاريخ الكنيسة القبطية" -- المطران يوحنا جريجووريوس
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.