هذا الكتابُ كنزٌ من كنوز الثقافة الإسلامية القمينة بالكشف والإظهار. وقد ألّفته أستاذة ألمعيّة استعدّت لتعرّف الإسلام تعرّفاً عميقاً منذ يفاعتها، فدرست لغات المسلمين الرئيسة وتمكنت منها، وفتحت قلبها وعقلها لفهم روح الإسلام المتجلّي في قلوب معتنقيه وعقولهم وحركتهم وسلوكهم، واطّلعت اطّلاعاً قليل النظير على مصادر ثقافة الإسلام وتاريخه ونظرته إلى العالم، وتخصّصت بالثقافة الإسلامية في شبه القارّة الهندية الباكستانية. ومن بين فروع شجرة الثقافة الإسلامية شغَفَها التصوّفُ الإسلاميّ حبّاً، فكتبت عن تاريخه وبيئاته ومدارسه وطرقه وأعلامه، وترجمت آثاراً صوفية إلى لغات مختلفة.
ويجيء هذا الكتابُ تتويجاً لهذه الثقافة العميقة الواسعة، إذ قدّمت المؤلفة فيه مباحث في غاية الأهمية لدارسي التصوّف الإسلاميّ ونُشّاد الثقافة الأصيلة. وجاءت تحليلاتها وتبصّراتها في غاية العمق والدّقة والشمول؛ مما يجعل هذا الأثر معلماً بارزاً في طريق ثقافة إسلامية إنسانية أصيلة تستقري آفاق الماضي وتؤسّس لحاضر يزدهر فيه روح الإسلام العظيم وبُعْدُه الرّوحيّ الذي حرّك المسلمين وصاغ عقولهم وحدّد مجاري حركتهم في الأزمنة المتطاولة.
ولعلّ هذا البُعد الرّوحيّ العميق للإسلام هو الذي جعل شاعر الإسلام الكبير محمد إقبال يقول في مطلع القرن العشرين: “لم يستطع بريق العلوم الغربية أن يبهر لبّي، ويعشي بصري، وذلك لأنني اكتحلتُ” بإثمد المدينة”.
فإلى كلّ الذين يتوقون إلى أن تكتحل أعينُهم بإثمد “المدينة” هذه “الأبعاد الصّوفيّة للإسلام” ببيان عربيّ له حظّ كبير، إن شاء الله، من النصاعة والعذوبة والإشراق. والله، سبحانه، الهادي إلى سواء السبيل.
عيسى علي العاكوب
عدد الصفحات : ٦٣٤
أبعاد صوفية للإسلام
تأليف :آن ماري شيميل
دار نينوى
وفي هذا الكتاب (علّمَتني آية) جَمَعنا وقفاتٍ تدبُّريةً ولطائفَ تفسيريةً استنبطَها أئمةُ التفسير الأعلام، لتُسَهّلَ على قارئها فَهم وتدبّر آياتِ الكتاب الكريم، وتساعده على القُرب من القرآن العظيم، ليعيش حياته مع القرآن فَهمًا وتدبُّرًا وتلاوةً وعملاً.
عدد الصفحات : ٢٢٢
على منهاج النبوة
منذ 1442 سنة ضاقت عليه مكة
فخرج مهاجرة تحت جنح الظلام
وبعد ثماني سنوات عاد إليها في وضح النهار
ودخلها بجيشه من أبوابها الأربعة!
الدين الذي بدأ برجل نزل يوما
من غار مظلم في مكة حاملا النور إلى هذا العالم
يؤمن به اليوم مليار ونصف إنسان
واسمه تردده المآذن
أشهد أن محمدا رسول الله
و بالحق انزلناه ويحدثُ أن تقرأ آيةً في القرآن، فتحتضنك كما لا يمكن لأي ذراعين احتضانَكَ! وتستدك كما لا يمكن لأي عكاز إسنادَكَ! وتعزيك كما لا يمكن لأي كلام عزاءَكَ ! وتواسيك ما لا يمكن لأي قول مواساتك هذا القرآنُ حِضْن، وعُكاز، وعزاء ومواساة، وأحياناً كثيرة ضماد لجروح كثيرة لا يراها الناس!
لكتاب «يوم الإسلام» مَزيَّة خاصَّة في مُجمَل أعمال أحمد أمين؛ إذ إنه الكتاب الأخير في مسيرته الفكرية والثقافية التي امتدَّت ما يقرُب من خمسين عامًا، وبهذا الكتاب يُكمل سِفرين كبيرين في مشروعه الفكري والاجتماعي لحضارة الإسلام، منذ النشأة، وحتى مراحل الازدهار، وصولًا لحالات الانكسار والصحوات الكبرى. فكتاب «يوم الإسلام» يشتمل على الإسلام أصوله وعوارضه في عصوره المختلفة، ويُشهَد له أنه يقف على مرحلة تاريخية طويلة وممتدَّة في مسيرة الفكر الإسلامي، ففيه حديث عن أُسس الإسلام، ومبادئه، ومراحل قيام الدولة، وحضارة الإسلام، والتحديات التي تواجه أبناءه، ووصف لحالات الصراع القديم والـمُمتد، ودفاع عن جوهر الدين الإسلامي والحضارة الإسلامية الوسطية، ونقد السياسة الأوربية، وأهم خطوات الإصلاح المنشودة، ودور الفرد وقيمته في المفهوم الإسلامي. وقد ألَّف أحمد أمين هذا الكتاب في الفترة الأخيرة من حياته، وكان قد أُصيب في عينيه، فنصحه الأطباء بتجنُّب القراءة وخصوصًا بالليل، فكان لا بد من الاستعانة بالغير لإنجاز ما يعِنُّ له من أفكار، وهي حالة وصفها – رحمه الله – بغير الـمُثمرة؛ لأنه كان يستطيع أن يتصفَّح الكتاب في ساعاتٍ ليقف على ما فيه وما يُفيده، أما قراءة الغير فلا تُجزي هذا الإجزاء. وقد عاش أحمد أمين حياةً حافلةً بالنشاط والعطاء، فألَّف وحقَّق وترجم عددًا كبيرًا من الكتب المهمة التي تأخذ مكان الصدارة بين أُمَّهات الكتب، لما تزخر به من الأفكار والآراء السديدة، فضلًا عن أسلوبٍ سلسٍ، عذْبٍ، لا تكلُّف فيه.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.