إنَ الديانات الفلسفية الشرقية كانت تشكل حتى الأمس القريب أعمل طبقات الثقافة و الوعي الغربيين. و بالتالي فإن الادعاء بأن اليونان هي الجد الثقافي الأوحد لأوروبا من دون الشرق, ((وأنَ المسيحية الغريبة جاءت من اليونان و ليس من فلسطين)), بنفي المؤثرات الشرقية في الفلسفات الغربية. ذلك أنّ الحضارة اليونانية غي الجوهر و الأساس حضارة شرقية أكثر منها غريبة. فاليونان هي غرب بالمعنى الجغرافي, وهي شرق بالمعنى الثقافي.
قام مارتن لوثر بتعليق عريضته الشهيرة على باب كنيسة فيتنبرغ ، متضمنة خمساً وتسعين قضية جدلية ، أهمها بيع صكوك الغفران ، التي ادعى البابا أنها تغفر الخطايا ، واضعاً سلطة الكتاب المقدس في مواجهة التقاليد المتعلقة بأسرار الكنيسة ، مفجراً حركة الإصلاح الديني البروتستانتي .
فقد انطلق الإصلاح الديني من فهم يرفض ادعاء الكنيسة امتلاك السلطة الإلهية ، ما لم تكن مؤيدة بالكتاب المقدس ؛ ولذلك أُعلن المبدأ الأثير ” الكتاب المقدس وحده ” ، أي أن الكتاب المقدس هو مركز الحقيقة وموضع التقديس ، وليس إجتهادات كبار الباباوات ولا أعمال كبار القديسين ، وبالتأكيد على أن رجلاً عادياً مسلحاً بهذا الكتاب يُعد أعلى من البابا أو المجتمع المقدس من دونه
ليس الحديث عن الحجاج حديثا لينا هينا، ولا هو من الذين يمضي اسمهم في التاريخ فلا يثير ضجة، ولا يستدعي خصومة مستمرة، قد تنتهي إلى شيء من العنف ليس بقليل. إذن نحن امام ظاهرة عظيمة الخطورة بعيدة الأثر في دراسة التاريخ الأموي و تقديمه للقراء على الوجه الأكمل والأحسن.
عمر أبو النصر
دار الوراق
و المؤرخ المعاصر لا يستطيع أن يساير أحد المذهبين في الحجاج دون أن يتلطف في درسهما لأن من حق قرائه حين يعرض لهذين المذهبين أن يسألوه فيما يختصم أنصار الحجاج و خصومه، وأن يحدد له موضوع الخصومة حتى يكون القارىء على بينة من أمره.
أما إن الحجاج كان شديدا ظالما مستبدا فليس في ذلك شك ولا ريب. وأما أنه أغرق في سياسة القمع والبطش إغراقا نعتقد بحق أنه لم يكن له ما يبرره في كثير من الأحيان فهذا أيضا ليس فيه شك ولا ريب.
ولكننا أمام ذلك لا نستطيع أن ننكر عليه خدماته للدولة الإسلاميه في عهده، فإذا لم يكن هو الذي وحد الناس على خليفة واحد في إمبراطورية عربية واحدة فقد كان عاملا فعالا عظيما في هذا التوحد.
عدد الصفحات :٢٠٣
ومثلما يكون للجغرافيا رسمها بخلاف فحواها، بدت الجزيرة البريطانية الأكبر، كأنها الأم التي تحتضن رضيعها، وذلك رس ٌم انعكس في السيكولوجيا البريطانية، جموح مديد ًا الى الإستحواذ والتأكيد على ال َغ َلبة، مثلما انعكس في الوعي الباطني الأيرلندي، إحساس ًا عميق ًا بالمظلومية، واستقواء الطرف الأقوى، حتى لم يعد هناك خيار، سوى المقاومة والتحدي ببسالة.
إن نظرة سريعة على الخارطة، توضح لك ما الذي تعنيه الجغرافيا بالنسبة للتاريخ. فالتجاور بين الجزيرتين، يجاهتمام الأولى بالثانية أمر ًا لا مفر منه. فعندما يفرد المرء الخارطة ويفكر؛ تطفو على سطح ذهنه تلقائي ًا، خاطرة بديهية، وهي أن كبرى الجزيرتين المتجاورتين، الواقعتين قبالة الساحل الشمالي الغربي للقارة الأوروبية؛ ستقع في غواية احتواء الصغرى بذراعيها )بأمومة، إن شئنا(. لكن هذه الأخيرة، بدورها، ستكون حائرة ويغمرها إحساس عميق بمأزقها، إذ تشغلها كثير ًا الإجابة عن السؤال: كيف ُيدار مثل الاحتواء على مر الأجيال؟ ومع ذلك، حين يبتعد المرء عن الساحل، ويصبح في وسط ايرلندا؛ لا بد أن يغادره الإحساس بأمومة إنجلترا، لأن ثمانية آلاف سنة من الحياة الإنسانية الأيرلندية الخاصة، ذات الطابع المميز، ستغلب ثمانية قرون من الهيمنة الإنجليزية على الجزيرة وشعبها. إن هذا كله، يلقى شرحه في صفحات هذا الكتاب، بقدر ما استطعنا من إلمام بالحوادث، عبر مراحلها المتتالية.
عدد الصفحات : ٣٢٨
هل يتطور الإنسان، حقاً، نحو مستوى حضاري أسمى؟!… أم أننا اليوم متوحشون مثلما كنا في فجر التاريخ. هذا الكتاب ميثاق للضراوة وسجل للفظائع الوحشية التي اقترفت، حتى باسم الدين والعدالة؛ إن الوقائع مرعبة، ولكن ما من وصف، مهما بلغت دقته وحيويته، يستطيع أن يصف الحقيقة التي لم تُقلْ.
هذا الكتاب يهدف أن يصدم، فالبشر في حاجة لأن يُصدموا من خلال إدراكهم لقدرتهم على الضراوة.
يبدأ من اسبانيا قبل الفتح الاسلامي مرورا بفتح الاندلس في عصر الدوله الامويه في دمشق وبعدها فترة عبدالرحمن الداخل وفترة دولة الخلافه والدوله العامريه حتي دولة بني حمود وسقوط الخلافه الامويه في الاندلس . وكما أنه يعتبر شبه مختصر لكتاب الدولة الاسلامية في الاندلس لنفس المؤلف.
عدد الصفحات : ٢٨٥
الكتاب الذي بين أيدينا هو ثمرة بحث علمي أكاديمي، ويعود البناء الكامل للعرض والجزء الأكبر من المضمون إلى المحاضرات عن “تاريخ علم الكلام الإسلامي” ألقاها المؤلف بين عام 1981- 1991م.
تضمنت المحاضرات أفكاراً وردت في المحاضرات عن تاريخ الفقه الإسلامي وعن الفهم الإسلامي للمكان والزمان والمادة تساؤلات الأنثروبولوجيا (علم الإنسان) الثقافية وتطبيقها على البحث العلمي الإسلامي، وكذلك عن موضوع “التاريخ الإسلامي والبحث العلمي والأوروبي – المشاكل والمجادلات” ولقد دُعم إعداد هذه المحاضرات بحلقات بحث مخصصة لموضوع محدَّد لكنَّها مركزة على معالجة وجهات نظر منفردة، وبطبيعة الحال بأبحاث ذاتية.
إنَّ كتاب “تاريخ الفكر الإسلامي” هو، كما سيتبَّين منه فيما بعد، ليس ملتزماً بروح العصر التي تعتبر “الحوار” كل كلام متبادل، تصرُّفاً مفيداً يجلب الخلاص، لكن مقدماته وأهدافه تزداد غموضاً كُلَّما مورس أكثر أمام الرأي العام، بل إنَّ ما أبتغيه هو، فقط وحصراً، تقديم عرض واقعي عمَّا يمكن أن يُقال، حسب الوضع الحالي لمعارفنا وبواسطة طرائق البحث العلمي التاريخي اللغوي للمصادر الإسلامية ذات الصلة ومن عصور مختلفة، عن نظرة المسلمين إلى الله تعالى وإلى علاقته مع الإنسان، وأنا أتخلّى متعمداً عن التسرع في إظهار التشابهات بين الإسلام والمسيحية والذي يؤدي في العادة إلى الوقوع في الخطأ، إذ ما هي المعرفة التي نكتسبها إذا ما اعتبرنا المسيح، كما نقرأ في كثير من الاحيان، كلمه الله تعالى في القرآن الكريم؟ كثيراً ما يُحكى عن تطابقات بين الإسلام والمسيحية؛ وكثيراً ما يُقال للقارئ الأوروبي البسيط إنَّ الإسلام فيه ما يشبه تعاليم كلمة الله المسيحية.
لكن هذا غير صحيح على الإطلاق، وسعي المربين الدينيين إلى إيجاد، أو إختراع، عدد كبير، قدر الإمكان، من القواسم المشتركة بين الأديان لكن يخففوا من حدة التوترات بتحقيق نوع من الإنسجام السطحي، هو بالنسبة لي غير مفيد.
فهو يدلُّ على عدم إحترام الأشكال المختلفة للتدين ويشير إلى إستهتار لا يطاق، الأهم والأسلم هو التعرّف على الإختلافات القائمة مع العقيدة الأخرى والإعتراف بها أيضاً، ولهذا الهدف خصصت هذا الكتاب.
عدد الصفحات : ٣٩٩
هذا الكتاب المرجعي الذي وضعه “برستد” عام 1934 هو في الواقع مؤلف يدلل على أن مصر أصل حضارة العالم ومهدها الأول، في مصر شعر الإنسان لأول مرة بنداء الضمير فنشأ الضمير الإنساني بمصر وترعرع وبها تكونت الأخلاق النفسية.
عدد الصفحات : ٥٢٠
كان ستيفان تسفايج، مؤرخاً دقيقاً واسع الاطلاع. روائيّاً واسع الخيال قويّ الأسلوب، وعالماً نفسيّاً فهم الطبيعة البشرية ووقف على الكثير من أسرارها واتجاهاتها. وكان إلى ذلك كله فناناً مرهف الحس، يعشق الجمال ويؤمن بعظمة الإنسان وقيمة النفس البشرية. ومن هنا، كان يبغض «الدكتاتورية » في صورها المختلفة الظاهرة والخفية، ويتألم أشد الألم لأساليب العنف والظلم والاضطهاد.. كانت التوابل هي الهدف الأول للرحلات الشاقة الطويلة التي يقوم بها التجار الغربيون إلى الشرق. فمنذ أن ذاق الرومانيون في أثناء غزاوتهم طعم التوابل الشرقية المختلفة، بين حارة ومخدرة، ولاذعة ومسكرة، أخذ استعمال هذه التوابل في إعداد الطعام ينتشر بين أهل الغرب حتى صار ذلك عادة متمكنة يصعب إقلاعهم عنها. وكان الأوروبيون في القرون الوسطى يجهلون الليمون الحامض. وكان كبارهم وأغنياؤهم يرون أن لذة الطعام في الإكثار منه، ثم تبين لهم فجأة أن نزراً يسيراً من البهار أو القرفة أو الزنجبيل أو غيرها من التوابل يكفي لإكساب الطعام نكهة لذيذة لا عهد لهم بها من قبل، فأصبحوا لا يقبلون على غذاء ما لم يمزجوه بالتوابل الشرقية، بل صاروا يخلطون شرابهم بها أيضاً! وكان ثمة هدف آخر لتلك الرحلات، هو الحصول إلى جانب تلك التوابل اللازمة للطعام، على أنواع العطور العربية الجديدة من المسك والعنبر وماء الورد وغيرها، مما اشتدت إليه حاجة النساء في ذلك العصر، بل شاركتهن الكنائس في الحاجة إلى تلك المنتجات الشرقية، بحكم استهلاك كميات كبيرة من أنواع البخور التي تجلب من بلاد العرب، بالطرق البحرية أو البرية الطويلة.
عدد الصفحات:١٦٧
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.