الحياة المريبة للجثث البشرية
5.000 دك
الموتُ ليسَ مملًّا بالضَّرورة”.
هذا ما تفتتحُ به الكاتبة والصحفية الأميركية (ماري روتش) كتابَها المشوِّق، فتتقصَّى وتناقشُ في سياقٍ تاريخيٍّ وأخلاقيٍّ ومنطقيٍّ، وعلميٍّ كذلك، إنْ كانَ الأجدر بالجثث البشرية تقديم خدماتها للحياة البشرية بدلًا من الاكتفاء بالاستلقاء على ظهورها متيبِّسةً، ومتحلِّلةً ببطءٍ وكسل.
تأخذنا الكاتبة المثابرة في رحلة عجائبية ومثيرة، ومقززة أحيانًا، لتطلعنا على خلاصة ألفي عامٍ من استغلال الجثث البشرية في الدِّراسات الطبية التشريحية، والتحقق من الادعاءات التاريخية والدينية، وتطوير العلوم العسكرية، وصناعة السيارات والطائرات والأبحاث الكثيرة المذهلة، والمريبة، التي تحاول كلُّها التوصل إلى طريقة مُثلى للتخلص من الجثث البشرية على نحو مفيدٍ وعمليٍّ، ناهيك عن الأبحاث التي تتطرَّق إلى أصل الرُّوح وأين تكمن من الجسد؛ وصولًا إلى علم زراعة الأعضاء الذي حقَّق طفراتٍ مذهلةً في القطاع الطبي بما يعود بفائدةٍ لا تقدر بثمن على البشرية.
كما لا يخلو الكتاب من الطرافة والفكاهة التي تعتمدها الكاتبة، لا سيما أمام موضوع أكل اللُّحوم البشرية وثقافات الشعوب السَّالفة بممارسةِ طقوسٍ علاجيةٍ مستخدمةً أعضاء أو مستخلصاتٍ بشرية بشكل لا يتخيَّله العقل. إنَّه باختصار كتابُ فضول علمي في جزء منه، وطموح استكشافي في آخر، كما لا يخلو من التشويق والاستفزاز والغرابة المفرطة؛ ما يجعله مادةً دسمةً لعشَّاق كتب الرعب ومواضيع الإثارة.
اسم المؤلف : ماري روتش
اسم المترجم :
دار النشر :
غير متوفر في المخزون
![]() |
ماري روتش |
---|
منتجات ذات صلة
إضاءات فلسفية
التدين العقلاني
العقل والوجود
المغالطات المنطقية : فصول في المنطق غير الصوري
تاريخ الفلسفة في الإسلام
حيونة الإنسان
نيتشه – زارادشت : الإبداع بين الحرية واللاوعي
بقدر ما تكون متماهيًا مع لاوعيك تكون مبدع العالم، وعندئذ يمكنك أن تقول: «هذه ذاتي».
إذا قلت هذا نوري، يكون ذلك صحيحًا إلى حد معين: إنه في دماغك، وأنت ما كنت سترى ذاك النور لو لم تكن واعيًا له مع ذلك؛ فإنك ترتكب خطأ كبيرًا عندما تقول إن النور ليس سوى ما تنتجه أنت سيكون ذلك إنكارًا لواقع العالم.
بقدر ما تكون واعياً له، يكون ملكك، لكن الشيء الذي يجعلك تمتلك فكرة عما يصبح ما تدعوه بـ «الضوء» أو «الصوت» ذلك ليس ملكك ذاك بالضبط هو ما لا تمتلكه أنت، شيء من الخارج المجهول العظيم.
لذا فعندما يقول نيتشه، «هذه فكرتي، تلك الهوة السحيقة لي، إنها له فقط بقدر ما يمتلك كلمة لأجلها، بقدر ما يصنع تمثيلاً لها، لكن الشيء نفسه ليس له.
تلك حقيقة، ولا يمكنك أبدًا أن تدعوها بحقيقتك الخاصة.
أنت عالم كامل من الأشياء، وهي كلها مختلطة فيك، وتشكل مزيجًا رهيبًا، عماء؛ لذا ينبغي أن تكون سعيدًا جدًّا عندما يختار اللاوعي صورًا معينة ويدمجها خارج ذاتك.
الآن عندما يرى نيتشه الجانب السلطوي للأشياء، وهذا الجانب لا يمكن إنكاره؛ فإنه محق تمامًا بقدر ما يوجد سوء استخدام للسلطة.
لكنه إذا رآه في كل مكان في نواة كل شيء، إذا تسلل بوصفه سر الحياة حتى إذا رآه بوصفه إرادة الكينونة والخلق، فإنه يرتكب عندئذ خطأ كبيرًا.
عندئذ يكون معميًّا بعقدته الخاصة؛ لأنه يكون الإنسان الذي يمتلك مشاعر دونية، من ناحية أولى، ومن ناحية أخرى لديه عقدة سلطة ضخمة، فماذا كان نيتشه الإنسان في الواقع؟
كتاب نيتشه – زراديشت؛ الإبداع بين الحرية واللاوعي
عدد الصفحات :492
كارل يونغ
دار الحوار
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.