لماذا هذا الكتاب؟ لأن البحث العقدي كثيرًا ما يهتم بالتفاصيل دون البحث عن الأسس المكونة لهذه التفاصيل.
ولأن المقولات العقدية تتسم بالنسقية في تشكلاتها، والتي كثيرًا ما تعود -بالرغم من رؤاها المختلفة- إلى أسس مشتركة، من خلالها تشكلت هذه الأقوال الخاطئة.
هذه الدراسة تقدم أنموذجًا من نماذج نقد الأنساق العقدية التي شكلت المقولات المختلفة في واحدة من أهم قضايا الخلاف في علم الكلام وهي قضية أفعال العباد، باعتبار أن نقد الأنساق هو الأكثر أهمية وفاعلية من التتبع النقدي للتفريعات، والذي تتسم به كثير من الأطروحات العقدية النقدية.
(النظرات) إحدى كلاسيكيات أدب؛ وهو الإنتاج أدبي الذي يعود بنا إلى إبداع العصور الماضية ولكن في صورة حداثية؛ سلسلة ميسرة لنبحر في الماضي بمجداف المستقبل. وإذ يصطحبنا المنفلوطي في هذه الرحاب أدبية نلمس تعريبه الروايات الأجنبية حتى نظن أن أحداثها كانت تدور على أرضنا نحن حيث يستلهم روح الرواية ثم يفرزها بروح عربية أصيلة تلمس روح القارئ ووجدانه. وهذا الموضوع عن الكلاسيكيات أدبية يشمل الإنتاج المعرفي والإبداعي في العصور القديمة بمراحلها المختلفة.
مؤلف هذا الكتاب إدوارد سعيد ناقد ومفكر أصيل هو يميط اللثام في هذا الكتاب الرائع عن العوامل التي أدت إلى نشأة صورة الإسلام (والمسلمين) وتعمل على استمراراها في الغرب، وخصوصًا في أمريكا، ومعظمها عوامل راسخة ترجع إلى العهود الاستعمارية وكتابات المستشرقين، ومن يطلقون على أنفسهم صفة الخبراء بالإسلام حاليًا، وبعض أجهزة الإعلام الجبارة في أمريكا
عدد الصفحات : ٣٥٢
يحاول هذا الكتاب الذي كتبه بالإنكليزية البروفسور سيد حسين نصر، المعروف على نطاقٍ واسعٍ بين دارسي الإسلام في الغرب، أن يضع بين أيدي الشّبّان المسلمين ما يشبه أن يكون مخطّطًا في غاية العلميّة والدّقّة والتّفصيل والوعي الإيمانيّ المخلص لوحي الإسلام، القرآن، وتعاليم رسول الإسلام، محمّدٍ عليه الصّلاة والسّلام. ويجعل البروفسور نصر كتابه في قسمين رئيسين هما: رسالة الإسلام، وطبيعة العالم الحديث. وتناول في كلّ قسمٍ أساسيّات ما تصوّر، بعقله العالم المفكّر المحبّ جدًّا لأمّة الإسلام، أنّ الشّابّ المسلم محتاجٌ إليه في هذا الزّمان. وفي شأن باعث البروفسور نصر على تأليف كتابه المتألّق هذا يقول:
أنتج الغرب عددًا كبيرًا من المستشرقين الذين درسوا الإسلام من وجهة نظرهم هم، لكنّ العالم الإسلاميّ أنتج عددًا ضئيلًا جدًّا من المستغربين الذين لا يمكنهم أن يدرسوا المظاهر المختلفة لحضارة الغرب، من علمها إلى فنّها، ومن دينها إلى سلوكها الاجتماعيّ، من وجهة نظر الإسلام.
وأدعو القارئ الكريم إلى أن يسارع إلى الاطّلاع على فهرس محتويات الكتاب؛ ابتغاء أن يبصر عناصر الفضاء الفكريّ الواسع جدًّا، الذي قدّم البروفسور نصر مخطّطًا له. وأرى أنّ القارئ في حاجةٍ إلى قراءة الكتاب مرّاتٍ ليمدّ ثقافته بمددٍ ثقافيٍّ جديرٍ بأن تستظهره الأذهان الصّافية الطّالبة للّه سبحانه ومرضاته، في عالم الامتحان هذا الذي نحن فيه.
ومن الله وحده، سبحانه، الخير كلّه.
عدد الصفحات : ٣٦٤
يقول البروفيسور د. أويغن ميتّفوخ: إذا ما أجرينا مقارنة معمقة بين الشرع الإسلامي والشرع اليهودي يتبيّن لنا وجود تطابق كبير بين النظامين، ولا يقتصر هذا التطابق على جوانب منفردة تمّ إبرازها مراراً وتكراراً فيما قبل، بل إنّ مجموعات كاملة من تصورات، وبالتالي أحكام، الشرع الإسلامي متقاربة مع التصورات والأحكام اليهودية إلى درجة أنّه من غير الممكن أن يكون هذا التقارب قد جدت بصورة مستقلة، بل إنّ المذهب الأحدث، أي الإسلامي، يجب ان يكون قد أخذ عن المذهب الأقدم، أي اليهودي.
وهذا لا يقتصر على الشرع الإسلامي فقط، كما كان في زمن النبي محمّد، بل يشمل أيضاً التطور والتشكل الذي اتخذه فيما بعد والذي يمكننا متابعة مساره التاريخي بصورة خاصة من الأحاديث النبوية، لم يكن النبي محمّد وحده قد توفرت له الفرصة للتعرّف على الممارسات اليهودية في المدينة، وإنّما فيما بعد أيضاً – خلال كامل مسار التطور والتشكل الذي طرأ على الشرع الإسلامي.
كان لليهودية تأثير فعّال على الشرع الإسلامي، ففي فلسطين، وعلى الأخص في العراق، كان هناك تجمعات يهودية مزدهرة كانت غنية بالحياة الفكرية النشيطة؛ ذلك أنّ انتشار الإسلام أحدث في أوساط اليهود في بلاد الرافدين فترة ازدهار على الصعيد السياسي وعلى الصعيد الفكري الديني على حدٍّ سواء ولعلَّ المنشقين اليهود قد ساهموا بصورة فعّالة في نقل الأفكار والتصورات اليهودية إلى عالم الإسلام.
يمتد تأثير القانون الديني اليهودي ليشمل ليس فقط المفاهيم الأساسية والأساليب التي استند إليها الشرع الإسلامي وتطور بناءً عليها، بل وأيضاً جميع أجزائه وتفاصيله تقريباً، فالأحكام المتعلقة بالصلاة والشعائر الدينية، وبالزكاة والصيام، وبالطهارة الدينية، وبتطهير الجسم من الدنس الذي يلحق به، تشهد على تأثير الديانة اليهودية مثلها مثل العادات والتقاليد الدينية في الحياة اليومية أو في المناسبات الخاصة – الولادة، والختان، والأعراس، والوفيات – ثم المقاطع الحقوقية للتعاليم الدينية.
بعض الاستعارات الإسلامية من الديانة اليهودية ستظهر بوضوح أكبر لو كانت لدينا معلومات أفضل عن الممارسات الدينية للفرق اليهودية المختلفة في ذلك الزمان، وذلك لأنّ الشعائر الإسلامية لا تتطابق مع تلك الواردة في المصادر التلمودية وإنّما مع شعائر أخرى مذكورة جانبياً فيها.
عدد الصفحات : ٢١٦
فى حياة العرب قبل الإسلام وبعده، عالم من الحكم والألغاز والأفكار، كثرت فيه الكتابات والأبحاث، لكن فجر الإسلام يفتح آفاقا جديدة، فهو كالفجر الصادق فى بيانه ووضوحه، أبعد مايكون عن الصنعة والتعقيد، فقد تناول حياة العرب فى الجاهلية ليطلعنا على أهم منتجاتهم العقلية من لغة وشعر، وأمثال وقصص، ثم بين أثر الإسلام فى عقلية العرب، فليس الأمر مقصورًا على دور الإسلام الدعوي، وإنما هو بيان للعقل والفكر والثقافة الاسلامية التى نورت الدنيا جميعها، ولا يتجاهل الكاتب حق الأمم الأخرى فيعرض أثر الفرس فى الحياة الدينية والادبية عند العرب، معرجًا على أثر الديانتين النصرانية واليهودية فى حياة العرب العقلية، وهكذا بمنهج عقلى متجرد وأسلوب رصين وبنتائج جديدة مهد كتاب ”فجر الاسلام” أمام العقول لتعيد النظر فى التاريخ العربى بعين غير تقليدية، ونظرة غير محدودة وإيمان راسخ بديننا الذى يقوم على العلم والعقل، لا على الخرافات والتسليم الأعمى.
تعتبر الصورة فتنة العين منذ القديم فهي التعبيرة الثقافية الأولى التي استخدمها الإنسان الأول في محاورته مع وجوده. فكانت مرآة معاشه اليومي وشاهدةً على طقوسه. ومامن أحد ينكر اليوم دور الصورة في شتى مجالات الحياة فلا يمكن الاستغناء عنها أو التغافل عما تبشر به في عصرنا البصري. إلا أن تاريخ الصورة هو تاريخ التداخل بين المنع والإباحة، بين المناصرة والمعاداة رغم تنوع الثقافات. فهل ينجو الحديث من تبعات هذا التاريخ؟
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.