الدولة الأموية : عوامل البناء وأسباب الإنهيار
4.500 KD
عاش المسلمون ما مضى من سنوات خلافة عثمان في عافية ورخاء، فالغنائم قد فتحت عليهم أبواب الخير وهيأت سبل الثراء، وشاع الأمن والغنى في صفوفهم، وتحركت الضغينة في قلوب الأعداء، وباتوا لا يقر لهم قرار لما يرون من وحدة الكلمة وشيوع الطائفية، وانصراف المسلمين إلى الجهاد.
تحركت أصابع اليهودية التي ذاقت شر الهزيمة في خيبر، وكان هذا في العام الثلاثين للهجرة، وذلك لما تعرفه من سماحة حاكمها معاوية وحلمه، وكان على رأس هذه الفتنة عبد الله بن سبأ اليهودي الذي ادعى الإسلام، وعندما توجه إلى دمشق حاول إثارة فتنة مع محاربيه للنيل من معاوية وإليها إلا أن “عثمان رضي الله عنه” كتب إلى معاوية قائلاً: إن أهل الكوفة قد أخرجوا إليك نفراً خلقوا للفتنة، فرعهم، وقم عليهم، فإن آنست منهم رشداً فأقبل منهم، وإن أعيوك فأرددهم عليهم.
وهكذا وبعد أن كشف معاوية سواء نواياهم حال بينهم وبين ذلك، فقبض على ابن سبأ في دمشق وشلت حركته، ورأى أن تدبيره أصبح مكشوفاً، عرف أنه لن يفلح في دمشق بشيء فاختفى بعيداً عن الأنظار، ومضى إلى الأمصار الإسلامية الأخرى ليبث جحيم فتنته هناك، وأسفر سعيه الخبيث عن ثمرة مرّة في النيل من عثمان أمير المؤمنين… الخليفة الراشد عثمان ذا النورين؛ ونجح في ذلك فسال دم عثمان واضطربت البلاد وتمت مبايعة “علي بن أبي طالب” خليفة على المسلمين.
وكانت هناك مواجهة بين “علي رضي الله عنه” ومعاوية في شأن دم عثمان رضي الله عنه، إذ أن عليّاً كان يهاب قتال من اجتمعوا على قتل عثمان من الثائرين في المدينة التي تجتاح البلاد ثورة عارمة يدبرها هؤلاء، وأما معاوية فكان مصرّاً على الثأر لدم “عثمان رضي الله عنه”، فيكون أول من يبايع عليّاً على الخلافة، وهكذا كان المواجهة بين الطرفين وكانت هناك قصة التحكيم (أي جعل كتاب الله عزّ وجلّ حكماً بين علي ومعاوية فيمن تؤول الخلافة إليه).
وهكذا يتابع الكتاب بتفصيل ظروف المواجهة وعناصرها والروايات التي جاءت حول هذا التحكيم، ملخصاً الروايات كالآتي: 1-أن الحكمين التقي بدومة الجندل في الموعد المحدد، 2-كانت محاولات أبي موسى رضي الله عنه في إقناع عمرو بولاية عبد الله بن عمر بن الخطاب فأبى عليه ذلك، 3-كانت محاولات عمرو بن العاص في إقناع أبي موسى رضي الله عنه بولاية معاوية فأبى عليه ذلك، ثم بولاية عبد الله بن عمرو بن العاص فأبى عليه ذلك، 4-اتفقا على أن يعزلا علياً ومعاوية ثم يجعلا الأمر شورى بين المسلمين، وأن يكون الأمر فيمن توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راضٍ عنهم، إلا أن الطرفين لن يحيلا إلى اتفاق.
كتاب الدولة الأموية ؛ عوامل البناء وأسباب الإنهيار
عيسى الحسن
دار الأهلية
اسم المؤلف : عيسى الحسن
اسم المترجم :
دار النشر : الأهلية للنشر والتوزيع
In stock
![]() |
عيسى الحسن |
---|---|
![]() |
الأهلية للنشر والتوزيع |
Reviews
There are no reviews yet.