تناولت الدراسات المعاصرة مسألة الرمزية والتأويل في فكر ابن عربي مع بداية القرن العشرين وبخاصة في كتاب أبي العلا عفيفي، وهو أطروحته للدكتوراه التي صدرت في لندن باللغة الإنكليزية. وينطوي هذا الكتاب لأول مرة على أفكار حديثة حول هذه المسألة. تقوم مؤلفات ابن عربي في غالبيتها على الرمز، أما التأويل فيشغل حيزاً واسعاً من مشاهداته الصوفية، لكن المفارقة الكبرى التي تنم عنها «فلسفته» تكمن في أنه كالحنابلة وأهل الظاهر يتحاشى التفسير العقلاني الذي تبنته المعتزلة والفلاسفة. ومع ذلك فهو يفتح الباب على مصراعيه أمام التأويل المستند إلى «السماع الإلهي» أو المستمد من تجربته الصوفية الخاصة.
ثمة عنف متجذر داخل الكائن البشري، ولكن هل يمكن تحويله وتغييره بحيث يعيش هذا الكائن في سلام؟ هذا الإنسان العنيف أتى على الكثير من البيئة التي تعيش فيها، لكأنه يرى أن الحرب طريقة حياة مناسبة، قد يوجد بعض المسالمين هنا وهناك ولكن محبي الحروب موجودين، بل ولديهم حروبهم المفضلة أيضاً!.
إذا لم يكن ممكناً تحقيق التغيير النفسي الداخلي والأساسي من خلال فهم الدوافع فكيف يمكن فعل هذا؟ يمكن للشخص أن يكتشف بسهولة سبب غضبه، ولكن ها لن يجعل غضبه يختفي، ويمكن لنا أن تعرف الأسباب التي أدت إلى الحرب، فقد تكون إقتصادية أو وطنية أو دينية أو ربما يكون السبب كبرياء السياسيين أو عقائدهم وإلتزاماتهم وإلى ما هنالك، ولكننا نستمر في قتل بعضنا، بإسم الله، أو بإسم عقيدة ما أو بلد ما أو.. لقد خيضت خمسة عشر ألف حرب على مدى خمسة آلاف عام ولكننا لم نصل إلى الحب والرحمة بعد!...
البشرية كلها قائمة في كل منا، في وعينا، وفي هذا الجانب الخفي منا: لاوعينا، كل منا هو محصلة لآلاف من السنين التي مضت، وضمننا يوجد التاريخ بأكمله، لذلك تعتبر معرفة الذات أمراً بالغ الأهمية، إننا نتعرف على ذاتنا الآن عن طريق الآخرين.
ولكن إذا أردنا أن نعرف أنفسنا فلا يمكننا ذلك من خلال أعين الإختصاصيين، بل علينا أن ننظر مباشرة إلى أنفسنا.
نكتشف مع ابن عربي صورة متجددة للعرفان ووجهًا جديدًا للتصوف فضلًا عن معنى مبتكر للإنسان والوجود.
كان ابن عربي يمتحن القدرة الإنسانية في الوقوف على عتبات قصوى من الفكر والمعرفة، حيث تشكلت ضفة أخرى من التفكير لم تكن مألوفة للعقل ولا للوجدان. لقد غير ابن عربي وجهة التفكير جذريًا، لقد أقام فكره على الخيال، آمن به ودعا إليه وأسس له بدافع باطني عميق وفلسفة ناضجة وفكر حر من التزامات العقل المتزمت، ولذلك يلزم الحديث عن التجربة من حيث كونها المجال الحيوي للمعرفـة التـي تستبطـن الجمـال والفن وبخاصة الكتابة من حيث هي ظاهرة وجودية مثيرة للحس.
عدد الصفحات : ٢٢٤
الحب إهتمام، والجميع يفتقدون الحب، نادرون جداً من حققوا الحب، لأن الحب سماوي، يعيش الملايين دون حب لأن الملايين يعيشون من دون ما هو سماوي، الحب مُعتقد، كيف نغوص تلك الفجوة؟ أسهل تعويض هو أن تحصل على إنتباه الناس، إن ذلك سوف يخدعك، يخدعك بأنهم يحبونك.
تذكر أن الإنتباه حاجة نفسية، يجب أن يكون ذلك مفهوماً، لماذا يحتاج الناس الكثير من الإنتباه؟ لماذا يرغب كل شخص يلفت إنتباه الناس إليه؟ لماذا يرغب كل شخص في أن يكون خاصاً؟ ثمة شيء ما مفقود في الداخل؛ أنت لا تعرف من أنت، أنت تعرف نفسك من خلال إعتراف الآخرين لك.
أنا هنا، حاضر جداً بطريقة ما، غائب جداً بطريقة أخرى، لا شيء، يظهر في داخلي ليقول "أنا" هذا لا يعني أني لا أستخدم الكلمة "أنا"، الكلمة يجب أن تستخدم لأنها مفيدة، لكنها لا تقابل أية حقيقة، هي شيء مفيد وملائم وإستراتيجية للغة، لكنها لا تقابل أية حقيقة.
عندما أقول "أنا" فإنني أستعمل الكلمة لأشبر إلى نفسي، لكنك إذا نظرت إليّ لن تجد أية "أنا" هناك، لن تجدني.
عدد الصفحات ٣٣٥
أن نقف مع كتاب لا تدرك فيه إلا مفرداته، وتستعصي عليك جمله وتراكيبه ومكوناته هو البهت والشدَهُ والروع.
كثيرة هي الجبال التي لا نرى إلا هضبة منها، والغابات التي تحيرنا أول شجرة فيها، والبحار التي نغرق بساحلها.
حكي عن قاضي القضاة ابن دقيق العيد (محمد بن علي بن وهب من أكابر العلماء بالأصول مجتهد 625-702هـ) أنه جلس مع ابن سبعين (عبد الحق بن إبراهيم بن محمد الإشبيلي من زهاد الفلاسفة 613-669هـ) من ضحوة النهار إلى قرب الظهر، وابن سبعين يسرد كلاماً تعقل مفرداته، ولا تفهم مركباته.
حتى وصِف بأننا نقرأ لغةً متكسّرة، وإن كانت رائعة، لساناً مبهماً وإن كان منوّراً، تعبير متقطعٌ هو القفز من قمة إلى قمة، فوق هاوية هي بالنسبة إلينا الفراغ الذي لا تستطيع عقولنا أن نملأه، بينما هي بالنسبة إلى كاتبها ومؤلفها العمق الذي يربط قمم التجربة، ويخلق فيها التواصل.
عدد الصفحات :٤١٨
على المرء ان يكون ان يكون سلسلا كالماء وان يكون انثويا مستقبلا محبا وغير عنيف .على المرء ان يكون كالصخرة .تبدو الصخرة كانها قوية جدا لكنها ليست كذلك ,ويبدوا الماء وكأنه ضعيف جدا لكنه ليس كذلك .لاتنخدع بالمظهر .يتفوق الماء على الصخرة في النهاية وتتحطم التصخرة وتصبح رملا وتنجرف الى البحر .تختفي الصخرة اخيرا امام الماء .
الصخرة هي الذكورة وهي العقل العنيف للرجل .والماء هو الانوثة ,انه الليونة والحب ,وهو ليس عنيفا ابدا .لكن اللين يفوز .انما الماء مستعد دائما للاستسلام وهو يسكب عبر الاستسلام وهذه طريقة المراة .تستلم المرأة وتكسب من خلال استسلامها .ويريد الرجل ان ينتصر وتكون النتيجة النهائية هي الستسلام ولاشيء ىخر .ومن هذا المبدأاختار جاموس الماء عندما غادر بلاده.
عدد الصفحات ٣٩٩
كانَ مولانا على عتبةِ سنِّ الأربعين عاماً حين طَلَعَ ذلك الشّيخ الرمزيُّ في أُفق حياته، وبِنَفَسِهِ السّاحر حوّل الواعظ الرّاسخ صاحِبَ المِنْبر والمدرسة إلى مولانا؛ الأمر الذي أحدث هذه البلبلة في سبعة أقاليم العالم. الأُسس الواقعيّة لهذا الذي حدث مُثلَّثٌ، أحدُ أضلاعه أشعارُ مولانا وكتاباته في ديوان شمس تبريز والمثنويّ وفيه ما فيه والرسائل؛ وأقوالُ شمس في «المقالات» ضِلعهُ الثاني؛ وأوصاف بهاء الدِّين وَلَد (المشهور بسُلطان وَلَد) ابن مولانا ضلعه الثالث. ووصْفُ سلطان وَلَد شهادةٌ مُباشرةٌ لأقرب الشّهود وأكثرهم اطّلاعاً على ذلك الذي جرى. وقد جاء الوصفُ على نحوٍ مُتفرِّق مصحوباً بمعلومات متناثرة أخرى عن أحوال سلطان العلماء (والِدِ مَوْلانا) والسيِّد بُرهان الدِّين مُحقِّق (مُربِّي مولانا) وصلاح الدِّين زَرْكُوب وحُسام الدِّين [14] الأُرْمَويِّ (خليفتي مولانا) في مواضعَ مختلفةٍ من كتابِ «ابتدا نامه» (أوّل جزء من مثنويّات سلطان وَلَد الثُّلاثيّة. أجزاءُ الوصفِ التي تُجمَعُ في مكانٍ واحدٍ تُؤلِّفُ تقريباً عُشْرَ مجموع «ابتدا نامه». وكُلُّ باحثٍ قاصِدٍ إلى التّحقيق في أحوال مولانا عليهِ أن يَشْرَعَ عملهُ بهذا الوصف. ومثلما أنّ الصّلاةَ بغيرِ الفاتحةِ لا تَصِحُّ، لا يتيسَّرُ أيُّ عَمَلٍ جدِّيٍّ في شأن مولانا بغيرِ تدقيقٍ وتأمُّلٍ في جُزئيّات وصف سُلطان وَلَد.
ما فعلناهُ في هذا الكتاب تقديمُ خِدمةٍ لأهلِ التحقيقِ، على هذا النَّحو:
أوّلاً، جمعنا الأجزاء المتفرِّقة للوصفِ من مواضعَ مختلفةٍ في «ابتدا نامه»، ثمّ رتّبْناها ونظّمناها بحسبِ الترتيب التاريخي.
عدد الصفحات :٢٥٢
لا تكمن القضية في استخدام العقل أو إساءة استخدامه. والمشكلة هي في العقل بحد ذاته، وليس في استخدامه أو إساءة استخدامه. وتذكري أنه لا يمكنك استخدام العقل حتى تعرفي كيف تكونين بلا عقل. الأشخاص الذين يعرفون كيف يكونون بدون عقل هم فقط القادرون على استخدامه، وإلا فإن العقل هو من يستخدمهم. إنه العقل هو الذي يستخدمك. لكنه ذكي جداً ويستمرّ بخداعك. إنه مستمرّ بالقول: "أنت تستخدمينني."
العقل هو الذي يستخدمك. يتم استخدامك الآن؛ لقد أصبح العقل معلّمك، وأنت العبدة، لكن العقل ذكي جداً لأنه مستمرّ بدعمك. إنه يقول: "أنا مجرد أداة بينما أنتِ المعلم." لكن راقبي، تفحصي آلية العقل، كيف يستمرّ باستخدامك وأنت تعتقدين بأنك تستخدمينه. يمكنك استخدامه فقط عندما تعرفين أنك منفصلة عنه وإلا كيف ستستخدمينه؟ أنت معرفّة من خلاله.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.