ومّما يقرن الشعر بالتصوّف، على العموم، هو أنّ كلاً منهما مأخوذ بهاجس العمق وارتياد المجهول. فليس ثمة مستقرّ يمكن الركون إليه في هذا الاندفاع المتجدد الذي يبارح كشوفاته المتحققة ويجوزها، بقوة الكشف ذاتها، نحو ما لم يتحقق بعد، بل نحو ما لا تستنفده صور التحقق التي هي مجرد لحظات منه، أو انبثاقات محدودة في مجرى الاستحالة، أو في أفق التحول المطلق في الصور والأشكال. وإذا كان في ذلك ما يوسّع حدود المعروف بالحفر في أساساته المعتمة، أو فيما وراءه، فإن فيه أيضاً ما يطلق لجّة المجهول التي توجه إليها صور المعرفة، وهو ما يلقي بالشك، من جديد، على تلك الصور، ويحمل على الارتياب بها، فيدفع إلى تجاوزها، من حيث هي تعرّف سلبي يقدّم ذاته في امتناع معروفه، فيستوي إشارة إليه وحجاباً دونه في آن معاً. ومن هنا كانت المعرفة الصوفية لزيمة الحيرة، إذْ تتكشّف عن حقيقة كونها دهشةً وتوتراً وانخطافاً. وهي، بهذه المواصفات، تلتقي بجوهر الشعر، وتكونُهُ في خصائصه الذاتية، أو في طوابعه الفنية والجمالية.
هذا الكتابُ كنزٌ من كنوز الثقافة الإسلامية القمينة بالكشف والإظهار. وقد ألّفته أستاذة ألمعيّة استعدّت لتعرّف الإسلام تعرّفاً عميقاً منذ يفاعتها، فدرست لغات المسلمين الرئيسة وتمكنت منها، وفتحت قلبها وعقلها لفهم روح الإسلام المتجلّي في قلوب معتنقيه وعقولهم وحركتهم وسلوكهم، واطّلعت اطّلاعاً قليل النظير على مصادر ثقافة الإسلام وتاريخه ونظرته إلى العالم، وتخصّصت بالثقافة الإسلامية في شبه القارّة الهندية الباكستانية. ومن بين فروع شجرة الثقافة الإسلامية شغَفَها التصوّفُ الإسلاميّ حبّاً، فكتبت عن تاريخه وبيئاته ومدارسه وطرقه وأعلامه، وترجمت آثاراً صوفية إلى لغات مختلفة.
ويجيء هذا الكتابُ تتويجاً لهذه الثقافة العميقة الواسعة، إذ قدّمت المؤلفة فيه مباحث في غاية الأهمية لدارسي التصوّف الإسلاميّ ونُشّاد الثقافة الأصيلة. وجاءت تحليلاتها وتبصّراتها في غاية العمق والدّقة والشمول؛ مما يجعل هذا الأثر معلماً بارزاً في طريق ثقافة إسلامية إنسانية أصيلة تستقري آفاق الماضي وتؤسّس لحاضر يزدهر فيه روح الإسلام العظيم وبُعْدُه الرّوحيّ الذي حرّك المسلمين وصاغ عقولهم وحدّد مجاري حركتهم في الأزمنة المتطاولة.
ولعلّ هذا البُعد الرّوحيّ العميق للإسلام هو الذي جعل شاعر الإسلام الكبير محمد إقبال يقول في مطلع القرن العشرين: “لم يستطع بريق العلوم الغربية أن يبهر لبّي، ويعشي بصري، وذلك لأنني اكتحلتُ” بإثمد المدينة”.
فإلى كلّ الذين يتوقون إلى أن تكتحل أعينُهم بإثمد “المدينة” هذه “الأبعاد الصّوفيّة للإسلام” ببيان عربيّ له حظّ كبير، إن شاء الله، من النصاعة والعذوبة والإشراق. والله، سبحانه، الهادي إلى سواء السبيل.
عيسى علي العاكوب
عدد الصفحات : ٦٣٤
أبعاد صوفية للإسلام
تأليف :آن ماري شيميل
دار نينوى
ثمة عنف متجذر داخل الكائن البشري، ولكن هل يمكن تحويله وتغييره بحيث يعيش هذا الكائن في سلام؟ هذا الإنسان العنيف أتى على الكثير من البيئة التي تعيش فيها، لكأنه يرى أن الحرب طريقة حياة مناسبة، قد يوجد بعض المسالمين هنا وهناك ولكن محبي الحروب موجودين، بل ولديهم حروبهم المفضلة أيضاً!.
إذا لم يكن ممكناً تحقيق التغيير النفسي الداخلي والأساسي من خلال فهم الدوافع فكيف يمكن فعل هذا؟ يمكن للشخص أن يكتشف بسهولة سبب غضبه، ولكن ها لن يجعل غضبه يختفي، ويمكن لنا أن تعرف الأسباب التي أدت إلى الحرب، فقد تكون إقتصادية أو وطنية أو دينية أو ربما يكون السبب كبرياء السياسيين أو عقائدهم وإلتزاماتهم وإلى ما هنالك، ولكننا نستمر في قتل بعضنا، بإسم الله، أو بإسم عقيدة ما أو بلد ما أو.. لقد خيضت خمسة عشر ألف حرب على مدى خمسة آلاف عام ولكننا لم نصل إلى الحب والرحمة بعد!...
البشرية كلها قائمة في كل منا، في وعينا، وفي هذا الجانب الخفي منا: لاوعينا، كل منا هو محصلة لآلاف من السنين التي مضت، وضمننا يوجد التاريخ بأكمله، لذلك تعتبر معرفة الذات أمراً بالغ الأهمية، إننا نتعرف على ذاتنا الآن عن طريق الآخرين.
ولكن إذا أردنا أن نعرف أنفسنا فلا يمكننا ذلك من خلال أعين الإختصاصيين، بل علينا أن ننظر مباشرة إلى أنفسنا.
يساعد هذا الكتاب على فهم البنية الأساسية للجسم، والأمراض والقضاء عليها بسهولة. تم توضيح المبادئ الأساسية للأيورفيدا وتصويرها بطريقة حية لأول مرة. للحصول على المعرفة الأساسية المتعلقة بالجسم والغذاء ونمط الحياة والصحة، يجب على الجميع قراءة هذا الكتاب بالتأكيد.
ما إن تعرف الحياة، حتى يظهر جمال هائل في كيانك، ويُصبح كلّ شيء منيرًا بالإله، ويتحوّل كلّ حجر إلى عظة، ويتحوّل الصمت إلى أغنية، ويشعر الإنسان بالبركة التي تنهمر عليه باستمرار
الكتاب مجموعة أبحاث ويقع في 206 صفحات، ويشمل :
– مقدمة مستفيضة كتبها الأديب ” نبيل سليمان ” بعنوان :
( سردية التراث الموسيقي في كتابات محمد قجة )
ثم يتوزع الكتاب على ثلاثة فصول :
– الفصل الأول:
من اعلام الموسيقى و الموشحات في التاريخ العربي والإسلامي:
1 – الفارابي الفيلسوف والباحث الموسيقي ، في البلاط الحمداني في حلب
2 – زرياب ، صورة المشرق والأندلس في القرن الثالث الهجري: بغداد ، القيروان ، قرطبة
3 – ابن قزمان الأندلسي، الشاعر والوشّاح والزجّال
4 – الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي، شاعرا ووشاحا
5 – جلال الدين الرومي والطريقة المولوية
– الفصل الثاني:
من التراث الموسيقي الحلبي :
1 – حلب والتراث الموسيقي والزوايا الصوفية
2 – فصل ” اسق العطاش” بين التاريخ والألحان
3 – بين الموشح الاندلسي والمرشح الحلبي
4 – الفن الموسيقي في حلب: تراث وواقع
5 – القدود الحلبية والتراث الإنساني في منظمة اليونسكو
6 – الوطن في مهرجان الاغنية
7 – قصيدة أندلسية في حلب
8 – فرقة الجلاء والتراث الموسيقي الوطني
الفصل الثالث :
اعلام معاصرون في التراث الموسيقي:
1 – الشيخ علي الدرويش ورحلاته الموسيقية : عربستان ، استانبول، القاهرة ، تونس
2 – الشيخ صبري مدلل ايقونة الإنشاد الديني
3 – صباح فخري سلطان الطرب الاصيل
4 – الرحابنة في حلب
الحب إهتمام، والجميع يفتقدون الحب، نادرون جداً من حققوا الحب، لأن الحب سماوي، يعيش الملايين دون حب لأن الملايين يعيشون من دون ما هو سماوي، الحب مُعتقد، كيف نغوص تلك الفجوة؟ أسهل تعويض هو أن تحصل على إنتباه الناس، إن ذلك سوف يخدعك، يخدعك بأنهم يحبونك.
تذكر أن الإنتباه حاجة نفسية، يجب أن يكون ذلك مفهوماً، لماذا يحتاج الناس الكثير من الإنتباه؟ لماذا يرغب كل شخص يلفت إنتباه الناس إليه؟ لماذا يرغب كل شخص في أن يكون خاصاً؟ ثمة شيء ما مفقود في الداخل؛ أنت لا تعرف من أنت، أنت تعرف نفسك من خلال إعتراف الآخرين لك.
أنا هنا، حاضر جداً بطريقة ما، غائب جداً بطريقة أخرى، لا شيء، يظهر في داخلي ليقول "أنا" هذا لا يعني أني لا أستخدم الكلمة "أنا"، الكلمة يجب أن تستخدم لأنها مفيدة، لكنها لا تقابل أية حقيقة، هي شيء مفيد وملائم وإستراتيجية للغة، لكنها لا تقابل أية حقيقة.
عندما أقول "أنا" فإنني أستعمل الكلمة لأشبر إلى نفسي، لكنك إذا نظرت إليّ لن تجد أية "أنا" هناك، لن تجدني.
عدد الصفحات ٣٣٥
أن نقف مع كتاب لا تدرك فيه إلا مفرداته، وتستعصي عليك جمله وتراكيبه ومكوناته هو البهت والشدَهُ والروع.
كثيرة هي الجبال التي لا نرى إلا هضبة منها، والغابات التي تحيرنا أول شجرة فيها، والبحار التي نغرق بساحلها.
حكي عن قاضي القضاة ابن دقيق العيد (محمد بن علي بن وهب من أكابر العلماء بالأصول مجتهد 625-702هـ) أنه جلس مع ابن سبعين (عبد الحق بن إبراهيم بن محمد الإشبيلي من زهاد الفلاسفة 613-669هـ) من ضحوة النهار إلى قرب الظهر، وابن سبعين يسرد كلاماً تعقل مفرداته، ولا تفهم مركباته.
حتى وصِف بأننا نقرأ لغةً متكسّرة، وإن كانت رائعة، لساناً مبهماً وإن كان منوّراً، تعبير متقطعٌ هو القفز من قمة إلى قمة، فوق هاوية هي بالنسبة إلينا الفراغ الذي لا تستطيع عقولنا أن نملأه، بينما هي بالنسبة إلى كاتبها ومؤلفها العمق الذي يربط قمم التجربة، ويخلق فيها التواصل.
عدد الصفحات :٤١٨
لا تكمن القضية في استخدام العقل أو إساءة استخدامه. والمشكلة هي في العقل بحد ذاته، وليس في استخدامه أو إساءة استخدامه. وتذكري أنه لا يمكنك استخدام العقل حتى تعرفي كيف تكونين بلا عقل. الأشخاص الذين يعرفون كيف يكونون بدون عقل هم فقط القادرون على استخدامه، وإلا فإن العقل هو من يستخدمهم. إنه العقل هو الذي يستخدمك. لكنه ذكي جداً ويستمرّ بخداعك. إنه مستمرّ بالقول: "أنت تستخدمينني."
العقل هو الذي يستخدمك. يتم استخدامك الآن؛ لقد أصبح العقل معلّمك، وأنت العبدة، لكن العقل ذكي جداً لأنه مستمرّ بدعمك. إنه يقول: "أنا مجرد أداة بينما أنتِ المعلم." لكن راقبي، تفحصي آلية العقل، كيف يستمرّ باستخدامك وأنت تعتقدين بأنك تستخدمينه. يمكنك استخدامه فقط عندما تعرفين أنك منفصلة عنه وإلا كيف ستستخدمينه؟ أنت معرفّة من خلاله.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.