القيادة : ست دراسات في الاستراتيجية العالمية

7.000  KD

يروي وزير خارجية الولايات المتحدة الأسبق هنري كيسنجر في كتابه الأخير “القيادة: ست دراسات في الاستراتيجية العالمية” كيف سأل أحد طلاب التبادل الأميركيين ونستون تشرشل في عام 1953 عن كيفية الاستعداد “لمواجهة تحديات القيادة”. فأجاب تشرشل: “أدرس التاريخ”. “في التاريخ تكمن كلّ أسرار فنّ الحكم”.

 

استمرار سياسة كيسنجر

وتكمن أهمية مؤلفات كيسنجر في مجال العلاقات الدولية في 3 أشياء: فحسب مجلة “التايم” كان هنري كيسنجر لأكثر من نصف قرن من الزمان، موجوداً في كلّ مكان بالفعل، وصوتاً في السياسة الخارجية مسموعاً دائماً فوق الضجيج. لقد تمّ تعزيز هذا التأثير إلى ما هو أبعد من أدواره الرسمية من خلال النشر الدوري للكتب الأكثر مبيعاً حول موضوعات في الوقت المناسب، بدءاً من الدبلوماسية إلى الصين وحتى الآثار المجتمعية لسياسة الذكاء الاصطناعي. ويوضح مترجم الكتاب “محمد عثمان خليفة”: رغم غياب هنري كيسنجر، تستمر السياسة “الكيسنجرية” مرجعاً للدبلوماسيين عبر العالم، لم يترك هنري كيسنجر حجراً لم يقلّبه في الدبلوماسية الناجحة عالمياً.

 

الشيء الثاني: عمل كأستاذ في جامعة هارفارد ثم أستاذاً ومديراً لبرنامج الدراسات الدفاعية. وعمل مستشاراً أمنياً لوكالات المخابرات الأميركية في إدارات الرؤساء أيزنهاور وكينيدي وجونسون، ومستشاراً للأمن القومي لريتشارد نيكسون، ثمّ وزيراً للخارجية لكلّ من نيكسون وللرئيس جيرالد فورد. وواصل كيسنجر تقديم المشورة للرؤساء جورج بوش وكلينتون، ولفترة وجيزة، وجورج دبليو بوش بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر في مناصب مختلفة.

 

وبحسب قول مترجم الكتاب “محمد عثمان خليفة”: صنع كيسنجر “أيقونة” نفسه أيضاً في منطقة الشرق الأوسط، حيث كانت “الدبلوماسية المكوكية” التي اعتمدها كوزير للخارجية الأميركية خلال عام 1973 بمثابة الحجر الأساس ليس فقط لمعاهدة السلام بين مصر و”إسرائيل”، بل أيضاً لاحتكار الولايات المتحدة رعاية ما صار الآن عملية السلام المترنحة بين الفلسطينيين والعرب من جهة والإسرائيليين من الجهة الأخرى. فمن الصعب أن تفتحَ صفحات الأحداث الكبرى من النصف الثاني للقرن العشرين من غير أن يكون لهنري كيسنجر مكانٌ بارزٌ في صناعتها أو التأثير فيها.

 

– الشيء الثالث: واجه كيسنجر بحسب مترجم الكتاب “محمد عثمان خليفة”، طيلة عمره تهمة “هندسة الخراب” في العديد من بلدان العالم، بما في ذلك لبنان عربياً، وتشيلي والأرجنتين في أميركا الجنوبية، وفيتنام وكمبوديا في آسيا، وصولاً إلى عدة بلدان في أفريقيا. وكما تقول مجلة “التايم”: يتميّز كيسنجر بأنه يحظى بالإعجاب والذم على نطاق واسع بسبب إدارته للشؤون العالمية في عهد الرئيس ريتشارد نيكسون.

 

ولهذا أجاب كيسنجر مجلة التايم الأميركية عندما سألته “هل تعتبر نفسك قائداً”؟ بقوله: “نعم، ولكن في المجال الفكري والمفاهيمي أكثر منه في مجال القيادة السياسية الفعلية. حاولت أن يكون لي بعض التأثير على التفكير السياسي أيضاً، ولكن ليس من خلال المشاركة بنشاط في السياسة”.

 

ويكمل مترجم الكتاب “محمد عثمان خليفة” في مقدّمته القيّمة لكتاب “القيادة: ست دراسات في الاستراتيجية العالمية” بقوله: ولولا هذه وتلك، ما كان نجم هنري كيسنجر ليلمع منذ أكثر من نصف قرن، ثم يطبع اسمه على السياسة الخارجية الأميركية، وربما الغربية عموماً.

 

ويؤكد خليفة أن هذا الكتاب من “أكثر المؤلفات أهمية في دراسة القيادة أو الزعامة”. حيث يتميّز بمقدّمة تشكّل مدخلاً مهماً في علم القيادة بعكس “الواقعية” التي طغت على أعماله السابقة.

Out of stock

Reviews (0)

Reviews

There are no reviews yet.

Be the first to review “القيادة : ست دراسات في الاستراتيجية العالمية”

Your email address will not be published. Required fields are marked *