طوق الحمامة : في الألف والألاف
3.500 دك
“وكلفتني -أعزك الله- أن أصنِّف لك رسالة في صفة الحبِّ ومعانيه وأسبابه وأعراضه، وما يقع فيه، وله عليَّ سبيلُ الحقيقة، لا متزيدًا ولا مُفنِّنًا، لكن مُورِدًا لما يَحْضُرُني على وجهه، وبِحَسْب وقوعه، حيث انتهى حفظي وسَعَة باعي فيما أذكره، فَبَدَرْتُ إلى مرغوبك، ولولا الإيجاب لك لما تَكَلَّفْتُه، فهذا من اللَّغْو، والأوْلى بنا مع قِصَر أعمارنا ألَّا نَصْرِفَها إلّا فيما نرجو به رَحْبَ المُنْقَلَب، وحُسْن المآب غدًا. والذي كلفتني لا بد فيه من ذكر ما شاهَدَتْه حضرتي، وأدركتْه عنايتي، وحدّثني به الثِّقات من أهل زماني، فاغتفرْ لي الكناية عن الأسماء، فهي إمَّا عَوْرَةٌ لا نستجيز كشفها، وإمّا نحافظ في ذلك صديقًا وَدُودًا ورجلًا جليلًا. وبحسبي أن أُسمِّيَ من لا ضررَ في تسميته، ولا يَلحقنا والمُسمَّى عَيْبٌ في ذكره، إما لاشتهار لا يُغني عنه الطيّ وترك التَّبيين؛ وإمّا لرضا المُخَبَرُ عنه بظهور خَبَرِه، وقلة إنكارٍ منه لنقله. وسأورد في رسالتي هذه أشعارًا قلتُها فيما شاهدتُه، فلا تنكر أنتَ ومن رآها عليّ أني سالكٌ فيها مَسْلَك حاكي الحديث عن نفسه، فهذا مذهب المتحلِّين بقول الشعر، وأكثر من ذلك فإنّ إخواني يُجشِّمونني القولَ فيما يَعْرِض لهم على طرائقهم ومذاهبِهم. وكفاني أَنِّي ذاكرٌ ما عَرض لي مما يُشاكل ما نَحَوْتُ نحوه وناسِبُه إليّ”.
عدد الصفحات : ٢٢٢
اسم المؤلف : ابن حزم الأندلسي
اسم المترجم :
دار النشر : الدار المصرية اللبنانية
غير متوفر في المخزون
![]() |
ابن حزم الأندلسي |
---|---|
![]() |
الدار المصرية اللبنانية |
منتجات ذات صلة
البدائع والطرائف
التاج في أخلاق الملوك
المواقف والمخاطبات
حي بن يقظان
حي بن يقظان» إحدى كلاسيكيات الأدب العربي القديم، ورائعة من روائعه، جمع فيها ابن الطفيل بين الفلسفة والأدب والدين والتربية، فهي قصة ذات مضامين فلسفية عميقة، تناقش ما نسميه في مصطلحنا المعاصر برؤية العالم أو النموذج المعرفي، حيث تتضمن القصة عناصر الثقل المعرفي الأساسية والممثلة في (الإله/الإنسان/الطبيعة)، كما تتطرق إلى أبعاد العلاقة بين هذا العناصر، فهي تحكي قصة إنسان استقر به الحال وهو بعد طفل على أرضٍ لا إنسان فيها، فاتخذ من الحيوان مُرضِعًا له، والطبيعة مأوًى له، فافترش الأرض والتحف السماء، ولما كبر واتشد عوده ونضج فكره، انصرف إلى التأمل في الكون، وهو الأمر الذي قاده إلى حتمية وجود خالق لهذا الكون.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.