عنف العالم
4.000 دك
لعل العنوان الأكثر دلالة هو العنف في العالم أو العنف العالمي، إذ أن عنف العالم يميع المفهوم ويضعنا في مواجهة ميتافيزيقا شائهة لا علاقة لها بما يجري، وكأن الذي يجري من عنف لا يمكن تحديد قواه والذين يغذونه ويعتمدونه، لكن ربما يكون (عنف العالم) كعنوان محاولة بحث في المضمون أو ما يليه. المؤلفان لهما باع طويل في الكتابة ومتقاربان عمراً، وهما أقرب إلى المدرسة النقدية (مدرسة فرانكفورت) أكثر من أي الحداثة، بآرائهما الجريئة، إنهما باختصار مفكران متفردان بمواقفهما إلى درجة التطرف وهم يحللان جملة مفاهيم تقوم عليها خصوصيات كل مجتمع، ساعيين إلى تقويضها بغية الأفضل، وفي فرنسا بالذات، وهما فرنسيان، ولهما أعمال كثيرة، وترجمات قليلة جداً إلى العربية، ويبقى ادغار موران أكثر محظوظية. وهذا لا يعني نوعاً من المقارنة بينهما، فلكل منهما عالمه المميز وقراؤه كذلك، رغم تلاقيهما ما بعد حداثياً، وليس حديثهما عن العنف في العالم، سوى التعبير الأمثل عن الهموم المشتركة رغم الاختلاف في الكتابة. وأعتقد أن أهمية الكتاب هذا (والمحدود حجماً ولكنه المكثف بمضمونه الفكري، من خلال مادتيه الرئيستين، والمدخل، والمداخلة والحوار) تتلخص في راهنيته، ليس بمعنى زمنيته المحدودة أو حدثيته، وإنما بالقيمة المستنبتة والدا عمة له ومن الداخل، وما نحن فيه يضاعف الأهمية المذكورة، فهو كتاب من أجل كل من يسعى إلى مقاربة هذا الذي يسمى عنفاً أو (العنف) أو يريد أن يعرف موقعه ولو بصورة تقريبية، وفي الوقت الراهن، حيث العنف يشغلنا جميعاً، مهما كان موقفنا منه… والطابع المختلف للكتاب هو الذي يشدنا إليه بوصفنا معنيين بالحدث الذي توقفنا عنده سابقاً، ولا يتم فهم الذات إلا بالمزيد من فهم المسمى الآخر (الآخر الذي هو أنا بالمقابل، والآخر الذي أتخيله، والآخر الذي يواجهني، وقد أكونه، والآخر الواقعي، ولكن كما أعتقده… الخ).
اسم المؤلف : جان بودريار
اسم المترجم : عزيز توما
دار النشر : دار الحوار
غير متوفر في المخزون
![]() |
جان بودريار |
---|---|
![]() |
دار الحوار |
![]() |
عزيز توما |
منتجات ذات صلة
إضاءات فلسفية
المغالطات المنطقية : فصول في المنطق غير الصوري
تاريخ الفلسفة الحديثة : من القرن الخامس عشر حتى القرن الثامن عشر
تاريخ الفلسفة في الإسلام
سؤال الحب من تولستوي إلى أينشتاين
عن الحب والموت
نيتشه – زارادشت : الإبداع بين الحرية واللاوعي
بقدر ما تكون متماهيًا مع لاوعيك تكون مبدع العالم، وعندئذ يمكنك أن تقول: «هذه ذاتي».
إذا قلت هذا نوري، يكون ذلك صحيحًا إلى حد معين: إنه في دماغك، وأنت ما كنت سترى ذاك النور لو لم تكن واعيًا له مع ذلك؛ فإنك ترتكب خطأ كبيرًا عندما تقول إن النور ليس سوى ما تنتجه أنت سيكون ذلك إنكارًا لواقع العالم.
بقدر ما تكون واعياً له، يكون ملكك، لكن الشيء الذي يجعلك تمتلك فكرة عما يصبح ما تدعوه بـ «الضوء» أو «الصوت» ذلك ليس ملكك ذاك بالضبط هو ما لا تمتلكه أنت، شيء من الخارج المجهول العظيم.
لذا فعندما يقول نيتشه، «هذه فكرتي، تلك الهوة السحيقة لي، إنها له فقط بقدر ما يمتلك كلمة لأجلها، بقدر ما يصنع تمثيلاً لها، لكن الشيء نفسه ليس له.
تلك حقيقة، ولا يمكنك أبدًا أن تدعوها بحقيقتك الخاصة.
أنت عالم كامل من الأشياء، وهي كلها مختلطة فيك، وتشكل مزيجًا رهيبًا، عماء؛ لذا ينبغي أن تكون سعيدًا جدًّا عندما يختار اللاوعي صورًا معينة ويدمجها خارج ذاتك.
الآن عندما يرى نيتشه الجانب السلطوي للأشياء، وهذا الجانب لا يمكن إنكاره؛ فإنه محق تمامًا بقدر ما يوجد سوء استخدام للسلطة.
لكنه إذا رآه في كل مكان في نواة كل شيء، إذا تسلل بوصفه سر الحياة حتى إذا رآه بوصفه إرادة الكينونة والخلق، فإنه يرتكب عندئذ خطأ كبيرًا.
عندئذ يكون معميًّا بعقدته الخاصة؛ لأنه يكون الإنسان الذي يمتلك مشاعر دونية، من ناحية أولى، ومن ناحية أخرى لديه عقدة سلطة ضخمة، فماذا كان نيتشه الإنسان في الواقع؟
كتاب نيتشه – زراديشت؛ الإبداع بين الحرية واللاوعي
عدد الصفحات :492
كارل يونغ
دار الحوار
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.