كزينوفان والفلسفة الإيلية
4.000 دك
ثمة فارق في المنظور المنهجي بين الفلسفات التي تبلورت في “أيونيا” عن تلك التي تبلورت في “إيليا”. ويمكن إبصار وسومات هذا الفارق في انصراف الأولى نحو البحث عن أصل تفسّر به صدور الكائنات وتشكلها، بينما ناهض الإيليون هذه الرؤية الناظرة إلى الوجود كصيرورة لها أصل وابتداء.
استهل المؤلف دراسته، التي تصدر عن مركز نماء، ببيان أوجه الاختلاف الكائن بين تأويلات الفلاسفة والمؤرخين، والنظر في مسارات التفلسف المتباينة بين الأيونيين والإيليين، ومثّل على ذلك بالإشارة إلى مقدار التباعد بين تأويل “برنت” وبين تأويل “ريتر”، وذلك فيما يخص تحديد ماهية التفلسف الإيلي في كليته المذهبية.
اختار بوعزة، على مستوى التأويل الكلي، النظر إلى “الإيلية” كفلسفة تجريدية أنطولوجية، مناقضًا بذلك الاختيار لموقف القائلين بوجوب إدراج الإيليين مع الفلاسفة الفيزيائيين. ثم استفاض الطيب في الإجابة عن سؤالات موقعية “كزينوفان” في جغرافيا الفكر الإيلي، وهي السؤالات المشكلة التي سعى بوعزة لتفكيكها، وأبرزها في عنوان الدراسة “كزينوفان والفلسفة الإيلية”، حيث جعل من هذا الإفراد له بالذكر تمييزًا لعلاقته بالفكر الإيلي، وإيحاءًا بجدة التوصيف الذي اقترحه لإعادة ترتيب تلك العلاقة. بيد استطرد لاحقًا في إعادة قراءة شذرات كزينوفان للإجابة عن سؤال نوعية فلسفته، هل هي توحيدية أم تعددية.
وانتقل بعد ذلك بوعزة للحديث عن “برمنيد” بوصفه مؤسسًا لنظرية الإيون، ثم تقييم المنتج المعرفي لـ”زينون” و”ميليسوس”، وتحليل مخرجاتهما وأفكارهما الفلسفية.
وبهذه الدراسة الخامسة، التي يقدمها مركز نماء ضمن سلسلة النقدية لتاريخ الفكر الفلسفي الغربي، يكون قد أضاف لبنة جديدة في بناء هذه السلسة المهمة لتطوير وتنمية العقل العربي الفلسفي المعاصر.
عدد الصفحات : ٣٣٤
اسم المؤلف : د.الطيب بوعزة
اسم المترجم :
دار النشر :
متوفر في المخزون
![]() |
د.الطيب بوعزة |
---|
منتجات ذات صلة
البرجماتيون في القرن الأول الهجري : خارج إطار التقديس
التصوف الشرقي والفيزياء الحديثة
- عدد الصفحات : 350
الطبيعة ومابعد الطبيعة
تاريخ الفلسفة اليونانية
تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية
سؤال الحب من تولستوي إلى أينشتاين
عن الحب والموت
نيتشه – زارادشت : الحلم..الواقع..الحكمة..الجنون
زرادشت هو النموذج الأصلي للرجل العجوز الحكيم ، وترسل رسالته عبر دماغ بشري. يتلقى الإنسان نيتشه الرسالة ويعطيها لغته؛ ثم يصبح شيئًا آخر.
نيتشه رجل في الزمان والمكان، يمكننا قراءة الرسالة الأصلية بكلماته الخاصة، لكن ظروف زمن نيتشه، وحالاته العقلية لها تأثير أيضًا؛ لذا تأتي الرسالة بطريقة أكثر تعديلًا تمامًا عندما تصل إلى آذان الجمهور؛ لأن الجمهور يعدلها مرة أخرى.
عندما نتحدث عن سوبرمان، فإن ما يتم رسمه في الخيال ليس فقط رجل الغد أو شيء من هذا القبيل، ولكنه يعني أيضًا إنسانًا أعظم من الإنسان، إنسان خارق. يبدو كشيء؛ لأنه رمز وهو رمز؛ لأنه لم يتم شرحه.
إذا حاولت شرح ذلك، فستواجه كل التناقضات التي كانت موجودة في زمن نيتشه، وذلك كان في نيتشه أيضًا.
سوبرمان هو في الواقع إله مقتول، أعلن عن وفاته؛ ثم ظهر مرة أخرى بشكل طبيعي برغبة ملحة في الخلاص.
دار الحوار
كارل يونغ
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.