مع أنّني أكتب القصائد راهناً ارتأيتُ أوّلاً إصدار كتاب يحوي إضاءات نقدية في الموسيقى والفن.
النقد متابعات أحياناً وقد يشكّل جزئياً تأريخاً من نوع آخر لناحية محاولة صوغ الواقع والحدث وكتابتهما نقدياً ومساءلتهما من أجل بلورتهما، ويشكّل جسراً مختلفاً بين النتاج والمتلقّي، وبين المؤلّف والنتاج والمتلقّي.
النقد شغفٌ قديم لديّ، شغفٌ معرفيٌّ بالموسيقى ثم بالمسرح، بالثقافة؛ ثقافة السؤال، بالإنسان، بالبحث غير التقليدي ولا الأكاديمي الجامد، لذلك كان هذا الكتاب كمدخل وكسؤال.
"لطالما بحث الخط العربي، كتدوين مرسوم بالقصبة أو سوى ذلك من منظور فني أو تاريخي، ومن قِبل متخصصين بحرفة التَّدوين أو بالبحث النظري على السواء، ولكنه قلَّما بُحث من جوانب حضارية أو آثارية بحتة، إنَّ جل تلك البحوث لم تكن للتعمق في اكتشاف الشبكات، أو الطبقات التحتانية التي يستبطنها التَّدوين، وقد ظلت تدور في فلك استعراض أشكال الحروف المرسومة، وتعيينها من حيث اشتقاقها عن أبجديات أخرى قريبة الصلة بها، وتتشبث بمصادر ومراجع تكاد أن تتكرر في معظم المؤلفات، ولم تنتج عن ذلك سوى بعض الدراسات النظرية، ومنها الدراسات ذات الفحوى الجمالي (الإستاتيكي)، وبضمنها ما يُنسب إلى المنظرين والخطّاطين العرب أو المدوّنين بالعربية أنفسهم، كآراء ابن حيان التوحيدي وابن مقلة مثلًا. إذًا، فإن البحث عن أصل ونشأة الخط العربي في هذه المرحلة التي نسميها بـ: «الأكاديمية»، والتي تسبق مرحلتنا الراهنة، أي: الحديثة، كانت بحثًا قائمًا على أسس البحث العلمي في الدراسات الإنسانية، وربما استُعين في بعض الأحيان بالمنهج المقارن فيه، لكنه أي: البحث فيها، نائيًا عن المنهج الأركيولوجي (أو البنيوي). ومن هنا، فقد بقي قاصرًا عن النفاذ إلى الواقع التَّدويني، بمعناه المعرفي (الأستيمولوجي). ومن هنا أيضًا، فإن المجال فيه لا يزال مؤهلًا للدراسة من هذا الجانب بشتى معطياته: الثقافية، والحضارية، وربما السيكولوجية، والاجتماعية، والجمالية، وعلى رأسها المعطى (الألسني) بالذات."
حين تنتصر الأشكال على الصورة وتتكوّن في اللوحة، يتحمّل التجريد رؤاه ويتجاوز مداه، فيكون انبعاثاً محمّلاً بالقراءات والتأويلات، وبالأبعاد والفلسفة البصرية؛ تلك التي منها رأى التجريديون العالم، من خلال الثقوب الصغيرة التي جادلت البداهة الأولى لصور ما بعد الحرب العالمية الأولى، وتبعات الفكرة الفلسفية وبصريات البحث عن الأسلوب بحداثة المتغيرات وتبعات ما طرأ على العالم، فارتسمت مع تفاصيلها حتى تُجرّد تلك الصور وتقوم بامتصاص الظلال الداكنة، واحتواء الفراغ الفسيح في بحثه وتكثيف جماليات مختلفة المنظور بكثافة البحث عن طبيعة العناصر التشكيلية الجديدة، والاستيعاب الجديد لفكرة العمل الفني في تفاصيل ساطعة مع اللون، وأحياناً داكنة ضمن سلسلة البحث التجريدي عن منافذ نور تُعبُر بين الخطوط وعبر المساحات لتخبر عن تداخلاتها الوجودية والفكرية وطرق شرحها للواقع والأثر التعبيري من خلال رموز لونية وعناصر بصرية مستحدثة ومبتكرة جعلت المدرسة التجريدية أكثر مدرسة مُحمّلة بالمصطلحات والتفاصيل التجريبية والابتكارات التنفيذية بين كل منطقة وحسب كل رؤية؛ وعلى امتداد كل فترة زمنية حاولت أن تشرّحها في فكرة اللاصورة واللاشكل، متجاوزةً الحدود المألوفة للعمل الفني.
عدد الصفحات: ١١٦
“حاولت تطوير نظرية شاملة في الفن البصري. قدمت فرضية يمكن الاشتراك إليها ليتم اختبار صحة جميع القوانين التصويرية، وبناءً على تلك الفرضية يمكن فهم تاريخ الفن من العصر الحجري حتى اليوم.”
ما هو الذي يميز عملاً ما باعتباره عملاً فنيًا؟ هل يمكن افتراض أنه من المستحيل إنشاء نظرية موضوعية للفن بسبب ترتبط “التجربة الجمالية” بالحس الذاتي، أم أن هناك معايير خارجية مستقلة تمكننا من تمييز الأعمال الفنية والمقارنة بينها أيضًا؟ يعتبر هذا الكتاب ثورة كوبرنيقية في تاريخ الجماليات، حيث يتنقل “كلايف بيل” بالنظرية النقدية في الفن من المحاكاة إلى الإبتكار، مع تمكنه من تحديد “فرضية ميتافيزيقية” للعمل الفني، تكون بمثابة مرجعيته الذاتية التي يستند إليها في استكشافه، دون الإشارة الخارجية إلى ظروف سياسية أو أخلاقية أو اجتماعية أو ثقافية، تقوض ما يسميه بـ “نزاهتنا الجمالية”. ينسج المؤلف عبر كتابه هذا خيوط نظرية محكمة في الفن، يمثل “الانفعال الجمالي” و”الشكل الدال” و”التمثيل” و”الفرضية الميتافيزيقية” مفاهيمها الأساسية التي بها يتم اعتبار الذوق الجمالي أبعاد ثورية.
عدد الصفحات :٣٠٥
هذا الكتاب فنون الهند هو الجزء الأول من سلسلة فنون الشرق الأقصى الهند الصين واليابان كما هو الجزء الثلاثون من موسوعة تاريخ الفن يطل به صاحب هذه الدراسة على عقائد الهند الدينية وأربابها كما يطوف بملاحمها الكبرى الخالدة ثم يتناول فنون النحت والعمارة الهندية عبر عهود الأسرات الحاكمة وينتقل إلى فن التصوير الهندوكي ومدرسة التصوير المغولي مع إطلالة على العمارة المغولية في الهند وبصفة خاصة مقام تاج محل مختتماً هذه الدراسة بفنون الدراما والرقص والموسيقى والأدب الهندية.
عدد الصفحات : ٤٤٢
على الرغم من كل ما كتب عن عبقرية بابلو بيكاسو وأعماله، وما كتب ضده أيضاً، فإن الجانب الآخر من شخصيته لم يعرف عنه، فقد كان ذلك الوجه من حياته مخفياً إلا عن الأشخاص الذين كانو على تماس حقيقي معه، ومنهـم فرانسواز جيلو التي عاشت معه قرابة عشر سنوات، وهي في هذا الكتـاب تحكي قصتها وقصته معاً بصراحة متناهية، وبصيرة نافذة، فهي أول من أمعن في الكشف عن شخصية بيكاسو بوجهيها الفني والأنساني: فهو عبقري متقلب المزاج، شكاك وملول فصيح اللسان، شديد القلق، وهو رجل لم يـتـوقـف عـن مـحـاربـة الزمن والأعراف التقليدية، ولم يتوقف عن الإبداع .
عدد الصفحات : ٥٥٢
يتناول سيرة الفنان التشكيلي الشهير من خلال تسليط الضوء على حياته التي جسد من خلالها هواجس الحداثة وتناقضاتها، وربما ما جاد به ايضا بعد ذلك مما سمي بما بعد الحداثة، استخدم كليمت في رسومه الألوان الداكنة والخطوط والمساحات الزخرفية الذهبية. وتعتبر لوحته "القبلة"من أشهر الأعمال الفنية العالمية التي اُنجزت في القرن العشرين، بل يصنفها أغلب النقاد ضمن أفضل خمس لوحات في تاريخ الفن التشكيلي العالمي.
تعتبر الصورة فتنة العين منذ القديم فهي التعبيرة الثقافية الأولى التي استخدمها الإنسان الأول في محاورته مع وجوده. فكانت مرآة معاشه اليومي وشاهدةً على طقوسه. ومامن أحد ينكر اليوم دور الصورة في شتى مجالات الحياة فلا يمكن الاستغناء عنها أو التغافل عما تبشر به في عصرنا البصري. إلا أن تاريخ الصورة هو تاريخ التداخل بين المنع والإباحة، بين المناصرة والمعاداة رغم تنوع الثقافات. فهل ينجو الحديث من تبعات هذا التاريخ؟
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.