إن القرآن المشغول بما هو كوني يعتمد على الجنس بوصفه علامة أبديته دنيا وآخرة، رغم أنه غير مذكور باسمه تمامًا، وما فيه من معاني الحلال والحرام بالمعنى الديني،
حيث يلتقي الرجل والمرأة: النكاح والزنا، مقام الجنسانية المفصلي ..، وهناك بالذات، على قدر ما يكون القرآن متعاليًا على التاريخ،
عدد الصفحات :٢١٥
حيث يتراءى “” اللوح المحفوظ “” ، يكون داخلًا في التاريخ، حيث يبرز “الكتاب”: سورًا وآيات، في الزمان والمكان،
والذين قاربوا محتواه مارسوا هذا الربط وبمستويات إلى حد التداخل والخلط اللذين شكلًا إزاحة للنص عن مضمونه، يقرأ في ضوء التاريخ،
أما اللوح المحفوظ فمسند إلى الغيب، وهذه الانتقالات بين الموقعين: الأرضي والسماوي، هي التي تفصح عن رهانات قرائه، ووجوه دلالاته، بین جنس فارط الدلالة، وجنس مفرط في المعنى.
شغلت مشكلة الخير والشر أو الحسن والقبح، المفكَرين والفلاسفة في أدوار الإنسانية على إختلاف مراحل تطورها.وقد انمازت هذه المشكلة عن غيرها من المشاكل الفلسفية بأنها لازمت كفاح الإنسان المستمرَ للوصول إلى مجتمع الفضيلة والعدل.
فكانت فكرة القانون الطبيعي تعبيراً عن أمل المفكرين بوجود قواعد قانونية، أبدية، خالدة ثابتة، تصحَ في الزمان والمكان، أسبق من القانون الوضعي وأسمى، يميلها العقل السليم ويستقر عليها الضمير الإنساني والحس الإجتماعي، ليست من خلق الإنسان وإنما وليدة قوة مهيمنة غير منظورة، للإهتداء بها وتكون المثل الأعلى لكل تشريع وضعي، يكون أقرب للكمال كلما اقترب من تلك القواعد، لأنها توحي بمقاييس مطلقة للخير والشر والحق والعدل.
عدد الصفحات : ٣٣٥
يحاول هذا الكتاب الذي كتبه بالإنكليزية البروفسور سيد حسين نصر، المعروف على نطاقٍ واسعٍ بين دارسي الإسلام في الغرب، أن يضع بين أيدي الشّبّان المسلمين ما يشبه أن يكون مخطّطًا في غاية العلميّة والدّقّة والتّفصيل والوعي الإيمانيّ المخلص لوحي الإسلام، القرآن، وتعاليم رسول الإسلام، محمّدٍ عليه الصّلاة والسّلام. ويجعل البروفسور نصر كتابه في قسمين رئيسين هما: رسالة الإسلام، وطبيعة العالم الحديث. وتناول في كلّ قسمٍ أساسيّات ما تصوّر، بعقله العالم المفكّر المحبّ جدًّا لأمّة الإسلام، أنّ الشّابّ المسلم محتاجٌ إليه في هذا الزّمان. وفي شأن باعث البروفسور نصر على تأليف كتابه المتألّق هذا يقول:
أنتج الغرب عددًا كبيرًا من المستشرقين الذين درسوا الإسلام من وجهة نظرهم هم، لكنّ العالم الإسلاميّ أنتج عددًا ضئيلًا جدًّا من المستغربين الذين لا يمكنهم أن يدرسوا المظاهر المختلفة لحضارة الغرب، من علمها إلى فنّها، ومن دينها إلى سلوكها الاجتماعيّ، من وجهة نظر الإسلام.
وأدعو القارئ الكريم إلى أن يسارع إلى الاطّلاع على فهرس محتويات الكتاب؛ ابتغاء أن يبصر عناصر الفضاء الفكريّ الواسع جدًّا، الذي قدّم البروفسور نصر مخطّطًا له. وأرى أنّ القارئ في حاجةٍ إلى قراءة الكتاب مرّاتٍ ليمدّ ثقافته بمددٍ ثقافيٍّ جديرٍ بأن تستظهره الأذهان الصّافية الطّالبة للّه سبحانه ومرضاته، في عالم الامتحان هذا الذي نحن فيه.
ومن الله وحده، سبحانه، الخير كلّه.
عدد الصفحات : ٣٦٤
فى حياة العرب قبل الإسلام وبعده، عالم من الحكم والألغاز والأفكار، كثرت فيه الكتابات والأبحاث، لكن فجر الإسلام يفتح آفاقا جديدة، فهو كالفجر الصادق فى بيانه ووضوحه، أبعد مايكون عن الصنعة والتعقيد، فقد تناول حياة العرب فى الجاهلية ليطلعنا على أهم منتجاتهم العقلية من لغة وشعر، وأمثال وقصص، ثم بين أثر الإسلام فى عقلية العرب، فليس الأمر مقصورًا على دور الإسلام الدعوي، وإنما هو بيان للعقل والفكر والثقافة الاسلامية التى نورت الدنيا جميعها، ولا يتجاهل الكاتب حق الأمم الأخرى فيعرض أثر الفرس فى الحياة الدينية والادبية عند العرب، معرجًا على أثر الديانتين النصرانية واليهودية فى حياة العرب العقلية، وهكذا بمنهج عقلى متجرد وأسلوب رصين وبنتائج جديدة مهد كتاب ”فجر الاسلام” أمام العقول لتعيد النظر فى التاريخ العربى بعين غير تقليدية، ونظرة غير محدودة وإيمان راسخ بديننا الذى يقوم على العلم والعقل، لا على الخرافات والتسليم الأعمى.
تعتبر الصورة فتنة العين منذ القديم فهي التعبيرة الثقافية الأولى التي استخدمها الإنسان الأول في محاورته مع وجوده. فكانت مرآة معاشه اليومي وشاهدةً على طقوسه. ومامن أحد ينكر اليوم دور الصورة في شتى مجالات الحياة فلا يمكن الاستغناء عنها أو التغافل عما تبشر به في عصرنا البصري. إلا أن تاريخ الصورة هو تاريخ التداخل بين المنع والإباحة، بين المناصرة والمعاداة رغم تنوع الثقافات. فهل ينجو الحديث من تبعات هذا التاريخ؟
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.