مدخل إلى المذاهب الوجودية
3.000 دك
لم يسع مونييه إلى تطوير مؤلفه “مدخل المذاهب إلى الوجودية” مشروعاً شخصياً غايته الوضوح التدريجي من وجهة نظر المسيحية للكون، لكنه كان على قناعة بأن الانتقادات -بالمعنى الكانطي في تعيين الحدود- لا ينبغي أن تقتصر المواجهة على المسيحية والوجودية، فالمسافات تتقارب بينهما إلى درجة أنها تختفي، على أن تكون المواجهة مفتوحة لمحاولة تحديد أوسع من وجهة نظر فلسفية بحتة، تتجاوز قيود مشروع سارتر ونقاط ضعفه. ومن هنا، جاء اختيار مونييه أسلوباً يستعرض موضوعاً تلو الآخر (اليقظة الفلسفية، والاهتداء الشخصي، والالتزام، والآخر، الحياة المعروضة، ووجود وحقيقة…). فهكذا أسلوب يشجع، بشكل خاص، نقاشاً وثيقاً بين ممثلي مختلف فروع الشجرة الوجودية، إن الإنسان موجود يُثبت باستمرار حريته في العالم فهي تمثل أساس فعله، فإذا ما أخذت هذه الحرية الخلاّفة زمام الأمور جعلت من الإنسان أشبه في قدرته المبدعة بإله، فهي لا تقلل من حالته المأساوية، حينها ستحتضن الوجودية الملحدة خبرة مأساوية المسيحية العميقة، وخاصة تلك التي طرحها بليز باسكال.
لاقى هذا الكتاب استقبالاً كبيراً عند النقاد، فأعرب الفيلسوف فرانسوا مورياك عن إعجاب كبير تجاهه، في حين اهتم الفيلسوف كارل ياسبرس اهتماماً كبيراً بهذا الكتاب كونه يقدّم خلاصة واضحة بموضوعيتها عن المذاهب الوجودية. لقد تحمّل مونييه، حتى النهاية خياراته المنهجية في سميه الدؤوب إلى اكتشاف أوجه التشابه ونقاط الاتصال بين الأفكار والقاسم المشترك بينها أي -“الوجود”- وهذا ما منعه من إخفاء اختلافات الإلهام العميقة جداً والحساسية والخطاب. لم يزعم مونييه توفيقاً كاملاً بين المفارقات، بل ركّز على الصدام المحتمل الذي يُنتج المعنى، فيلمس القارئ لديه براعة في استحضار الخلافات الفكرية والتعامل معها، بغية إرساء الحقيقة بعيداً عن كل أشكال المحسوبية الفكرية والعلمية، فكان حساساً تجاه الفروق الدقيقة والتبسيط المفرط وهذا مهده للدخول إلى الحوار الجاد، فكتب ريكور عنه واصفاً فلسفته الشخصانية ذات طابع مزدوج: إنها فلسفة نشاط وفلسفة المستقبل.
عدد الصفحات : ١٤٧
اسم المؤلف : عمانوئيل مونييه
اسم المترجم :
دار النشر :
غير متوفر في المخزون
![]() |
عمانوئيل مونييه |
---|
منتجات ذات صلة
الإنسان حيوان احتفالي : أبحاث في الثقافة والأنثروبولوجيا
التدين العقلاني
الحنين إلى الخرافة : فصول في العلم الزائف
المغالطات المنطقية : فصول في المنطق غير الصوري
تاريخ الفلسفة الحديثة : من القرن الخامس عشر حتى القرن الثامن عشر
حيونة الإنسان
نيتشه – زارادشت : الحلم..الواقع..الحكمة..الجنون
زرادشت هو النموذج الأصلي للرجل العجوز الحكيم ، وترسل رسالته عبر دماغ بشري. يتلقى الإنسان نيتشه الرسالة ويعطيها لغته؛ ثم يصبح شيئًا آخر.
نيتشه رجل في الزمان والمكان، يمكننا قراءة الرسالة الأصلية بكلماته الخاصة، لكن ظروف زمن نيتشه، وحالاته العقلية لها تأثير أيضًا؛ لذا تأتي الرسالة بطريقة أكثر تعديلًا تمامًا عندما تصل إلى آذان الجمهور؛ لأن الجمهور يعدلها مرة أخرى.
عندما نتحدث عن سوبرمان، فإن ما يتم رسمه في الخيال ليس فقط رجل الغد أو شيء من هذا القبيل، ولكنه يعني أيضًا إنسانًا أعظم من الإنسان، إنسان خارق. يبدو كشيء؛ لأنه رمز وهو رمز؛ لأنه لم يتم شرحه.
إذا حاولت شرح ذلك، فستواجه كل التناقضات التي كانت موجودة في زمن نيتشه، وذلك كان في نيتشه أيضًا.
سوبرمان هو في الواقع إله مقتول، أعلن عن وفاته؛ ثم ظهر مرة أخرى بشكل طبيعي برغبة ملحة في الخلاص.
دار الحوار
كارل يونغ
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.