المرئي واللامرئي
5.500 دك
ليس الإنسان إذاً، في نظر ميرلو – بونتي، إلّا ذاتاً متغلغلة في جسد يدرك العالم ويلازم مفردات الوجود المرئيّ واللامرئيّ بكلّ التفاصيل المهولة التي تندلق تباعاً من كينونة كبرى سابقة الوجود على أيّ انبثاق، وبما يعني، من جهة أخرى، أننا عبارة عن فكرٍ يتجسّد من خلال علاقته بالآخرين، وبهذا العالم. فلا يجوز، والحال هذه، حسبان هذا الجسد ككتلة كيميائية – فيزيائية فحسب، أو محض آلة ناطقة، بل، ومع الإنسان، سيجد الفكر نفسه قبالة كيان فعّال يتنقّل في عموم أرجاء الفضاء العضويّ للكون، ويرتبط بالكينونة الكبرى بحزمة من العلاقات والروابط الوجوديّة التي لا تلبث أن تتحوّل في الأذهان إلى تاريخانيّة فاعلة. من هنا، يمكننا تفسير علاقة الأنا بالآخر على أنّها علاقة أبستيمولوجية تريد أن تنهل من كلّ ما تعرفه من أمر الوجود لتصبّه في مسارب ارتباطاتها الظاهرة والباطنة
تأليف: موريس ميرلو-بونتي
ترجمة: د.عباس حمزة جبر
سنة الاصدار: 2024
دار نينوى
غير متوفر في المخزون
![]() |
دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع |
---|
منتجات ذات صلة
أوهام العقل
الحنين إلى الخرافة : فصول في العلم الزائف
الطبيعة ومابعد الطبيعة
تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية
نظريات الثقافة في أزمنة مابعد الحداثة
نيتشه – زارادشت : الإبداع بين الحرية واللاوعي
بقدر ما تكون متماهيًا مع لاوعيك تكون مبدع العالم، وعندئذ يمكنك أن تقول: «هذه ذاتي».
إذا قلت هذا نوري، يكون ذلك صحيحًا إلى حد معين: إنه في دماغك، وأنت ما كنت سترى ذاك النور لو لم تكن واعيًا له مع ذلك؛ فإنك ترتكب خطأ كبيرًا عندما تقول إن النور ليس سوى ما تنتجه أنت سيكون ذلك إنكارًا لواقع العالم.
بقدر ما تكون واعياً له، يكون ملكك، لكن الشيء الذي يجعلك تمتلك فكرة عما يصبح ما تدعوه بـ «الضوء» أو «الصوت» ذلك ليس ملكك ذاك بالضبط هو ما لا تمتلكه أنت، شيء من الخارج المجهول العظيم.
لذا فعندما يقول نيتشه، «هذه فكرتي، تلك الهوة السحيقة لي، إنها له فقط بقدر ما يمتلك كلمة لأجلها، بقدر ما يصنع تمثيلاً لها، لكن الشيء نفسه ليس له.
تلك حقيقة، ولا يمكنك أبدًا أن تدعوها بحقيقتك الخاصة.
أنت عالم كامل من الأشياء، وهي كلها مختلطة فيك، وتشكل مزيجًا رهيبًا، عماء؛ لذا ينبغي أن تكون سعيدًا جدًّا عندما يختار اللاوعي صورًا معينة ويدمجها خارج ذاتك.
الآن عندما يرى نيتشه الجانب السلطوي للأشياء، وهذا الجانب لا يمكن إنكاره؛ فإنه محق تمامًا بقدر ما يوجد سوء استخدام للسلطة.
لكنه إذا رآه في كل مكان في نواة كل شيء، إذا تسلل بوصفه سر الحياة حتى إذا رآه بوصفه إرادة الكينونة والخلق، فإنه يرتكب عندئذ خطأ كبيرًا.
عندئذ يكون معميًّا بعقدته الخاصة؛ لأنه يكون الإنسان الذي يمتلك مشاعر دونية، من ناحية أولى، ومن ناحية أخرى لديه عقدة سلطة ضخمة، فماذا كان نيتشه الإنسان في الواقع؟
كتاب نيتشه – زراديشت؛ الإبداع بين الحرية واللاوعي
عدد الصفحات :492
كارل يونغ
دار الحوار
نيتشه – زارادشت : الحلم..الواقع..الحكمة..الجنون
زرادشت هو النموذج الأصلي للرجل العجوز الحكيم ، وترسل رسالته عبر دماغ بشري. يتلقى الإنسان نيتشه الرسالة ويعطيها لغته؛ ثم يصبح شيئًا آخر.
نيتشه رجل في الزمان والمكان، يمكننا قراءة الرسالة الأصلية بكلماته الخاصة، لكن ظروف زمن نيتشه، وحالاته العقلية لها تأثير أيضًا؛ لذا تأتي الرسالة بطريقة أكثر تعديلًا تمامًا عندما تصل إلى آذان الجمهور؛ لأن الجمهور يعدلها مرة أخرى.
عندما نتحدث عن سوبرمان، فإن ما يتم رسمه في الخيال ليس فقط رجل الغد أو شيء من هذا القبيل، ولكنه يعني أيضًا إنسانًا أعظم من الإنسان، إنسان خارق. يبدو كشيء؛ لأنه رمز وهو رمز؛ لأنه لم يتم شرحه.
إذا حاولت شرح ذلك، فستواجه كل التناقضات التي كانت موجودة في زمن نيتشه، وذلك كان في نيتشه أيضًا.
سوبرمان هو في الواقع إله مقتول، أعلن عن وفاته؛ ثم ظهر مرة أخرى بشكل طبيعي برغبة ملحة في الخلاص.
دار الحوار
كارل يونغ
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.